عاون غبطته في القدّاس والرسامة، صاحبا السيادة الحبران الجليلان مار فلابيانوس يوسف ملكي، ومار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي، بحضور ومشاركة صاحبي السيادة مار ربولا أنطوان بيلوني، ومار يوحنّا جهاد بطّاح النائب البطريركي العام على أبرشية بيروت البطريركية، وصاحبي النيافة مار ثيوفيلوس جورج صليبا مطران جبل لبنان وطرابلس وسكرتير المجمع المقدّس للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، ومار يوليوس حنّا أيدين النائب البطريركي لشؤون العلاقات المسكونية في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في ألمانيا، وعدد كبير من الآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة الإكليريكيين والرهبان والراهبات من الكنائس الشقيقة الثلاث السريانية الكاثوليكية والسريانية الأرثوذكسية والسريانية المارونية، وجمع كبير من المؤمنين، يتقدّمهم أهل المرتسم الجديد وذووه وأقرباؤه وأصدقاؤه وأحبّاؤه.
خدم القدّاس والرسامة وأشرف على التنظيم الشمامسةُ الإكليريكيون طلاب إكليريكية دير سيّدة النجاة الشرفة البطريركية، وأدّى الترانيم الجوق البطريركي بأصواتٍ شجية وألحانٍ بهية شنّفت الآذان. وقام تلفزيون تيلي لوميير ـ نورسات بنقل وقائع القداس والرسامة كاملةً وبثّها على شاشاته إلى لبنان وبلاد العالم شرقاً وغرباً.
بعد الإنجيل المقدّس، ألقى غبطته موعظة روحية بليغة تحدّث فيها عن الدرجة الشمّاسية ودور الشمّاس، بدءاً من عهد الرسل وحتى يومنا هذا، مشيراً إلى حياة واستشهاد أوّل الشمامسة اسطفانوس، والشمّاس لورنسيوس من روما، والشمّاس حبيب الشهيد الذي تعيّد له الكنيسة هذا اليوم، والشمّاس أفرام ملفان الكنيسة الجامعة، وكلاهما من الرها، ثمّ الشمّاس فرنسيس الأسيزي الذي أخذ اسمه قداسة البابا فرنسيس.
ونوّه غبطته إلى أنّ الشمّاسية تعني الخدمة بتواضع وبساطة ونقاء، متناولاً مزايا الشمّاس الجديد حبيب، وقد لقّبه غبطته بـ "الملفونو" أي المعلّم، مشيداً بسيرته الفاضلة ومحبّته للمسيح: "لبّى دعوة الرب منذ حداثته مصغياً إلى صوته وتولّه بحبّه، وعشق السريانية اللغة الأمّ لفاديه وكنيسته، حتّى أنّ لقب الـ "ملفونو" أضحى الإسم المرادف لحبيب. ومنذ أن عيّنته في أمانة سرّ البطريركية، لم يتوانَ الملفونو حبيب عن جمع الدراسة والتعليم مع الخدمة المتفانية في البطريركية، مكرّساً ذاته بكليّتها كي يأتي عمله أقرب منه للكمال وبالتمام..! ومن عرفه عن كثب، يدرك أنّ ردود فعله ذاتها الدالّة على وسع علومه اللغوية والتاريخية والقانونية، وتشهد له بالملفانية".
وختم غبطته كلمته بالتضرُّع إلى الرب كي يهب الكنيسة شمامسةً مندفعين للخدمة على المذبح بنقاء وفرح وبساطة، مهنّئاً الشمّاس حبيب ووالدته وأخاه وأخته وجميع الأهل والأصدقاء والمحبّين، وطالباً الراحة لوالده المرحوم كبريال، سائلاً الرب أن يوفّقه في درب الكهنوت الخدمي، بشفاعة أمّه مريم العذراء "أمة الرب" (تجدون نص موعظة غبطته كاملاً في خبر آخر على موقع البطريركية هذا).
وقبل تناول الأسرار المقدّسة ، ترأس غبطته رتبة طقس الرسامة الشمّاسية، مستهلاً إيّاها بتلاوة وصية مسهبة للمرتسم الجديد، تناول فيها دور الشمّاس، والصفات التي يجب أن يتحلّى بها، وضرورة حفاظه على الإيمان، والتمسُّك بتعاليم الكنيسة وتقاليدها، وإعلان الإيمان جهراً. ثمّ توالت الصلوات والترانيم والأناشيد التي تعرّف عن شخصية الشمّاس كما تريدها بيعة الله لبنيانها وتقديسها، وكانت قمّتها إعلان دعوة النعمة الإلهية لإعلان الشمّاس الجديد، فصلاة دعوة الروح القدس، حيث غطّى غبطته المرتسم الجديد ببدلته الحبرية، كاشفاً الأسرار المقدّسة، ومستمدّاً منها الروح القدس ليحلّ على الشمّاس الجديد. بعدئذٍ ألبسه غبطته هرّار الشمّاسية، وسط تصفيق الحضور وتهليلهم وزغاريد النساء، في جوٍّ عابقٍ بالفرح الروحي والخشوع والتأثُّر، ليضع بعدها الشمّاس الجديد البخور ويجول بين المؤمنين في الكنيسة. ثمّ قام الشمّاس الجديد بمناولة المؤمنين.
وبعد انتهاء الرسامة، سلّم غبطته الشمّاس الجديد شهادةً رسميةً تعلن رسامته، كان غبطته قد أصدرها وصادق عليها، ليلقي بعدها الشمّاس حبيب مراد كلمة شكر بليغة، مستهلاً إيّاها بالشعار الذي اتّخذه في الشمّاسية، وهو: "أشكر المسيح يسوع ربّنا الذي قوّاني، واعتبرني أميناً، فدعاني إلى خدمته" (1تيم 1: 12)، ثمّ بكلمة باللغة السريانية، ليتحدّث بعدها بالعربية عن مفهوم الدعوة، وأهمّية الخدمة كوزنة ومسؤولية تسلّمها من لدن أبي الأنوار، شاكراً الثالوث الأقدس على نعمته وعطيّته، متعهّداً بالحفاظ عليها "بأمانة وإخلاص، كبؤبؤ العين ونظير لؤلؤة غالية الثمن".
ثمّ توجّه الشمّاس حبيب بالشكر إلى غبطته الذي فتح عين قلبه وحرّك أعماقه للدعوة والسير في درب التكرّس في الكهنوت الخِدَمي، ممتدحاً مآثره ومآتيه، مهنّئاً إيّاه بعيد ميلاده الذي يصادف في مثل هذا اليوم المبارك، ومتعهّداً بطاعته والولاء له.
كما شكر أصحاب السيادة والنيافة الأساقفة الحاضرين كلاًّ باسمه، فالآباء الكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات، والأهل والأقرباء والأصدقاء والأحبّاء، خاصّاً بالشكر عرّابه الأباتي سمعان أبو عبدو، والأب أفرام سمعان، وعائلته الصغيرة، والدته وشقيقه وشقيقته، مترحّماً على روح والده.
وختم الشمّاس حبيب كلمته بالطلب من الجميع أن يصلّوا لأجله ليكون "خادماً أميناً وعاملاً صالحاً في كرم الرب" (تجدون نص كلمة الشمّاس حبيب مراد كاملاً في خبر آخر على موقع البطريركية هذا).
وبعد البركة الختامية، تقبّل الشمّاس الجديد وعرّابه وعائلته التهاني من الحضور جميعاً. ثمّ بارك غبطته الكوكتيل الذي أُعدَّ بهذه المناسبة السعيدة في الباحة الخارجية للصرح البطريركي.
ألف مبروك للشمّاس الجديد حبيب كبريال مراد، مع التمنّيات له بخدمة مباركة لمذبح الرب وكنيسته.
|