فور إعلان انتخاب المجمع الأنطاكي السرياني الأرثوذكسي المقدّس لنيافة الحبر الجليل مار كيرلّس أفرام كريم مطران أبرشية شرقي الولايات المتّحدة الأميركية بطريركاً جديداً لأنطاكية وسائر المشرق ورئيساً أعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع، ظهر يوم الإثنين 31 آذار 2014، حضر مهنّئاً إلى المقرّ البطريركي في دير مار يعقوب البرادعي ـ بكفيا ـ جبل لبنان، صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلّي الطوبى، على رأس وفد كنسي ضمّ:

    أصحاب السيادة الأحبار الأجلاّء مار ربولا أنطوان بيلوني، مار فلابيانوس يوسف ملكي، ومار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي، والأب أفرام سمعان والشمّاس حبيب مراد أمينا سرّ البطريركية.

    وكان في استقبالهم أمام مدخل الدير أصحاب النيافة الأحبار الأجلاّء المطارنة: مار سويريوس حاوا القائمقام البطريركي ومطران بغداد والبصرة، مار ثاوفيلوس جورج صليبا مطران جبل لبنان وطرابلس وأمين عام المجمع المقدّس، مار تيموثاوس صموئيل أقطاش مطران طور عبدين، مار ديوسقوروس بنيامين أطاش النائب البطريركي في السويد، مار سلوانس بطرس النعمة مطران حمص وحماه وتوابعهما، مار فيلكسينوس متياس نايش النائب البطريركي في ألمانيا، مار بوليكاربوس أوكين أيدين النائب البطريركي في هولندا، مار ديونوسيوس جان قواق مدير الديوان البطريركي في دمشق، مار نيقوديموس داود شرف مطران الموصل وتوابعها، ومار تيموثاوس متّى الخوري السكرتير البطريركي، وعدد من الآباء الكهنة والرهبان والشمامسة.

    وأمام مدخل الصالون البطريركي، تعانق صاحبا القداسة والغبطة طويلاً، وتبادلا قبلة التهاني بمحبة أخوية مميّزة. وفي الصالون البطريركي، ارتجل قداسة البطريرك الجديد مار اغناطيوس أفرام الثاني كريم كلمة محبّة نابعة من القلب، قال فيها:

    "نشكركم جزيل الشكر يا صاحب الغبطة ومعكم الوفد المرافق من أحبارٍ أجلاّء وكهنة وشمامسة على زيارتكم الأخوية هذه، فأنتم السبّاقون بالتهنئة بهذا الإنتخاب، وقد شرّفتمونا الأسبوع الماضي بمشاركتكم معنا بوداع المثلّث الرحمات قداسة البطريرك مار اغناطيوس زكّا الأوّل عيواص في لبنان، ثمّ في دمشق، وصولاً إلى معرّة صيدنايا.

    نعود ونؤكّد أنّنا كنيسة واحدة وشعب واحد بأصول واحدة وجذور واحدة، لنا إيمان واحد وإن اختلفت تعابيره اللفظية، إنّما نبقى كنيسة واحدة موحّدة. وسنبقى نعمل معاً لتوطيد العلاقات الأخوية بين كنيستينا الشقيقتين في لبنان وبلاد الشرق وعالم الإنتشار. فشكراً جزيلاً لكم يا صاحب الغبطة".

    وردّ غبطة البطريرك يونان بكلمة عفوية عابقة بالمحبّة الأخوية، قال فيها:

    "نزوركم اليوم يا صاحب القداسة لنشارككم الفرح ونتبادل التهاني بمناسبة انتخابكم بطريركاً وأباً عامّاً للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع، وقد ودّعنا سويّةً الأسبوع الماضي سلفكم المثلّث الرحمات قداسة البطريرك مار اغناطيوس زكّا الأوّل عيواص.

    إنّنا من القلب نؤكّد ونجدّد ما قلتموه قداستكم بأنّنا كنيسة واحدة وشعب واحد، نتشارك الليتورجيا الواحدة واللغة السريانية المقدّسة.

    نحن نفتخر بكم وبكنيستكم الشقيقة، وبعلاقتنا الشخصية معكم منذ أيام مطرنتنا في الولايات المتّحدة الأميركية حيث خدمنا سويةً. وسنتابع بإذن الله معاً المسيرة في هذه الأيّام الصعبة وفي هذه الظروف العصيبة التي تمرّ بها منطقتنا، وبخاصّةً لبنان وسوريا والعراق".

    وكانت مداخلة لنيافة الحبر الجليل مار ثاوفيلوس جورج صليبا، جدّد فيها مشاعر المحبّة والودّ بين الكنيستين الشقيقتين.

    ودارت أحاديث محبّة وودّ بجوّ من الفرح، مع أطيب التمنّيات بخدمة حبرية بطريركية مثمرة لقداسة البطريرك الجديد.

    وبعد أخذ الصور التذكارية، غادر غبطة البطريرك يوسف يونان ومرافقوه، مودَّعين من قداسة البطريرك أفرام كريم والأحبار الأجلاء حتّى المدخل الخارجي للدير.

    تهانينا القلبية لقداسة البطريرك الجديد، مع أطيب التمنّيات له برسالة مثمرة في حقل الرب لما فيه تمجيد اسمه القدّوس وإعلاء شأن الكنيسة السريانية المقدّسة.