وخلال اللقاء، تداول غبطته مع المطران مامبرتي في آخر المستجدّات والأوضاع المأساوية في الشرق، وبخاصة في سوريا والعراق والأراضي المقدّسة ولبنان، سيّما معاناة المواطنين في حلب، وما يجري حالياً من تهجيرٍ قسري للمسيحيين في الموصل التي فرغت تماماً من أيّ وجودٍ للمسيحيين، بعد أن كان هذا الوجود موغلاً في تاريخ بلاد الرافدين من أقدم العصور المسيحية.
وقد اقترح غبطته على مامبيرتي التنسيق مع سفراء الكرسي الرسولي في بلاد الشرق الأوسط، ودعوة السفراء المعتمدين لدى حاضرة الفاتيكان، والتعاون مع الكنائس الأخرى سيّما الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، لحثّ المراجع الدولية والمرجعيات الإسلامية المعتدلة، لشجب ما يحصل حالياً بحق المسيحيين في الشرق وسائر المكوّنات الأقلية الأخرى، والعمل الجادّ والفعّال لحلّ هذا الوضع الخطير المتأزّم، ولكي تُحفَظ الحقوق المدنية والحريات الدينية لجميع المكوّنات الدينية والمذهبية والعرقية في بلاد الشرق الأوسط، سيّما العراق وسوريا.
وقد أبدى المطران مامبيرتي تفهّمه الكامل لما طرحه غبطته من هواجس وما قدّمه من أفكار، مشاطراًَ إيّاه القلق على مصير الوجود المسيحي في بلدان المشرق، ومؤكّداً أنه سيبذل قصارى جهده لإطلاق صرخة الحق والعدالة، ومشيراً إلى السعي الحثيث لقداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس، وتوجيهاته الحازمة لكي تُحترَم إنسانية جميع المكوّنات البشرية في البلاد المذكورة.
وانتهى اللقاء بنفحة رجاء من الرب يسوع "إله كلّ رجاء وتعزية"، فيبزغ فجر القيامة بعد هذا الليل الطويل من المحن والآلام.
|