وقد رافقهما وفدٌ ضمّ أساقفةً وكهنةً من الكنيستين السريانيتين الشقيقتين:
من الكنيسة السريانية الكاثوليكية:مار يوحنّا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وتوابعها، ومار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي والزائر الرسولي في أوروبا، والشمّاس حبيب مراد أمين سرّ البطريركية. ومن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية: مار تيموثاوس موسى الشماني مطران أبرشية دير مار متّى، ومار نيقوديموس داود شرف مطران الموصل وتوابعها، والربّان أوكين بنيامين.
فتوجّهوا أولاً الى كنيسة القديس مار زيّا في سرسنك، حيث استقبلهم مطران دهوك وأربيل وروسيا لكنيسة المشرق الآشورية مار اسحق، مع الكهنة، وجمع غفير من النازحين، ومن أبناء البلدة، علماً أنّ عدد النازحين إلى هذه البلدة بلغ قرابة 52 عائلة.
وفي الكنيسة، وبعد الصلاة، ارتجل غبطة أبينا البطريرك يوسف يونان كلمةً أكّد فيها تضامنه ومعه جميع البطاركة مع النازحين في هذه المحنة الصعبة، مشدّداً عزيمتهم، ونوّهاً إلى أنّ الهدف من هذه الزيارة هو التأكيد على السعي لتأمين عودتهم إلى ديارهم مع توفير الحماية الدولية اللازمة لأمانهم وسلامتهم في المستقبل، طالباً من جميع الشباب والقادرين بينهم على التطوّع للدفاع عن النفس وعن الأهل والأرض.
أما قداسة البطريرك أفرام كريم، فجدّد بدوره التأكيد على أنّ ما يهمّ الآن هو توفير العيش الكريم لهؤلاء النازحين والعودة الآمنة لهم إلى بيوتهم، داعياً إيّاهم إلى تجديد الثقة بوعود الرب الذي لا يترك المؤمنين به والمتّكلين عليه، بل يعينهم على مواجهة الصعاب التي تعترض طريقهم ليحقّقوا النجاة والإنتصار على التجربة.
ومن هناك، انتقل البطريركان ومرافقوهما إلى بلدة بارداراش، حيث باركا مقرَّين: الأوّل للرعية السريانية الكاثوليكية في بعشيقة، وقد ضمّ أربعين عائلة نازحة من أبناء الرعية، أمّا الثاني فهو للرعية السريانية الأرثوذكسية في بعشيقة نفسها، وقد ضمّ هو الآخر أربعين عائلة نازحة من أبناء هذه الرعية.
وقد بارك البطريركان المقرَّين وكرّساهما برشّ الماء المبارك وتلاوة الصلوات والترانيم السريانية، والإستماع إلى الأطفال الذين رنّموا بعض الأناشيد الكنسية التي أثلجت قلوب الحاضرين، فتمنّوا لهم مستقبلاً باهراً وآمناً.
وشجّع البطريركان هؤلاء النازحين على الصبر والصمود، آملين أن يأتي يوم الفرج قريباً، فيعود الجميع إلى منازلهم وبلداتهم وقراهم معزَّزين ومكرَّمين.
بعدئذٍ انتقل البطريركان والوفد المرافق إلى بلدة أرادن، وهي كلمة سريانية تعني أرض جنّة عدن، حيث زاروا مجمَّعاً للرياضات الروحية ابتناه سيادة المطران ربّان القس مطران أبرشية العمادية وزاخو للكلدان، الذي استقبلهم ورحّب بهم، وكأنّ الله هيّأ هذا المركز كي يضمّ في حناياه المئات من النازحين الذين بلغ عددهم 271 عائلة ، منها 250 عائلة من قره قوش بغديدا وحدها.
وجال البطريركان بين النازحين مستمعين إليهم، مشدّدين عزيمتهم، ومؤكّدين لهم أننا أبناء الرجاء، ويقيننا راسخ بأنّ يوم العودة سيكون قريباً.
ومن هناك، انتقل البطريركان والوفد المرافق إلى دهوك لتفقُّد النازحين هناك.
|