وقد عبّر غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان عن فائق شكره لجلالة الملك، أولاً للضيافة التي قدّمتها المملكة الأردنية الهاشمية للنازحين، سيّما المطرودين من سهل نينوى، وغالبيتهم من أبناء كنيسته السريانية، والذين لجأوا إلى إقليم كردستان، يجابهون الخوف على المصير إزاء المجهول، والتحدّي الأكبر بالمفروض عليهم ظلماً، ألا وهو مقارعة اليأس إزاء التشرّد والضياع. وثانياً، لعزم جلالته على تسهيل إنجاز سمات الدخول (الفيزا) وقبول هؤلاء النازحين بشكل مؤقّت يحافظ على كرامتهم ريثما تسوَّى أوضاعهم.
كما أبدى البطريرك يونان تقديره وإعجابه بالتحليل العميق الذي قدّمه كلٌّ من جلالة الملك وسموّ الأمير عن خطورة الظاهرة التكفيرية التي تبرّر إجرامها باسم الدين، والتي ولّدتها الأفكار الوهّابية الناشئة في الجزيرة العربية، والتي غذّتها ولا تزال، بيئة ظلامية مستخدمةً الدين والمال لنشر الإرهاب والعنف. وتطوّر الحديث إلى مفهوم الإسلام الوسطي الذي تتبنّاه المملكة الأردنية، والذي هو بحسب رأيهما، يرفض التطرّف الراديكالي الهمجي الذي شوّه صورة الإسلام وشكّك بنوايا المسلمين في العالم أجمع.
وفي ختام اللقاءات الفردية، عقد جلالة العاهل الأردني مع البطاركة لقاءً جمعهم حول طاولة واحدة، عرض فيه الملك تصميم المملكة الأردنية على القيام بمسؤولياتها الوطنية والأخلاقية تجاه النازحين المسيحيين. وجدّد البطاركة لجلالته وللمملكة الهاشمية جزيل امتنانهم واستعدادهم للتواصل مع المعنيين في المملكة، بغية التخفيف من آلام المهجَّرين، إلى أيّ دين وعرق انتموا.
وكان البطريرك يونان قد قام صبيحة ذلك اليوم، بزيارات تفقُّدية لمراكز النازحين العراقيين والسوريين السريان في عمّان، حيث رفع الصلوات والأدعية كي يمنّ الآب السماوي بنعمة الإيمان والرجاء على جميع المتألّمين الذين يعانون محنة الغربة والتشريد. وكان قد رافقه كلٌّ من المطران جرجس القس موسى المعاون البطريركي، والمطران بطرس ملكي النائب البطريركي في الأراضي المقدسة والأردن، والأب نور القس موسى كاهن رعية السريان الكاثوليك في عمّان. |