ننشر فيما يلي نص رسالة التعزية والإستنكار التي وجّهها غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلي الطوبى، إلى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس، باستشهاد 21 مؤمناً من كنيسته في ليبيا على أيدي إرهابيي داعش:
الرقم: 76/2015
التاريخ: 16/2/2015
قداسة أخينا الأنبا تاوضروس الثاني الكلّي الطوبى
بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية
بعد المعانقة الأخوية وتحيّة المحبّة والسلام بالرب يسوع إله كلّ رجاء وتعزية، نقول:
بأسفٍ شديدٍ وحزنٍ بالغٍ، تلقّينا النبأ المفجع باستشهاد واحدٍ وعشرين مؤمناً من أبناء كنيستكم في ليبيا بطريقةٍ وحشيةٍ بريريةٍ على أيدي إرهابيين لا يمتّون إلى الإنسانية بصلةٍ، وتألّمنا كثيراً لهذا العمل الإرهابي الإجرامي الدنيء والخسيس.
إنّنا باسمنا وباسم أصحاب السيادة المطارنة الأحبار الأجلاء آباء المجمع المقدّس لكنيستنا السريانية الكاثوليكية الأنطاكية وباسم كنيستنا في العالم أجمع إكليروساً ومؤمنين، نعرب عن تضامننا الأخوي واتّحادنا بالصلاة مع قداستكم وآباء مجمع كنيستكم وإكليروسها ومؤمنيها، وبخاصة أبناء أبرشية سمالوط وأهالي الشهداء، من أجل راحة أنفسهم. ونتوجّه منكم جميعاً بالتعازي الحارّة بهذه الفاجعة، سائلين الرب يسوع، رب القيامة والحياة، أن يتغمّد أرواحهم في ملكوته السماوي مع الأبرار والصالحين، وأن تزهر دماؤهم الزكية بذار شهادةٍ لإنجيل المحبّة والسلام في منطقتنا المشرقية العزيزة التي ترزح تحت ثقل الإرهاب والتطرّف والتعصّب الديني الهمجي والأعمى.
إنّنا إذ ندين هذا العمل الإرهابي الجبان، ندعو أصحاب القرار الدولي وجميع ذوي الإرادات الصالحة في العالم للعمل الجادّ بغية مكافحة الإرهاب واستئصال بذوره، ونشر ثقافة العدالة والمساواة والحرية وقبول الآخر واحترام حقوقه.
نجدّد التعازي، وليبلسم الله "إله كلّ رجاء وتعزية" قلوبكم بتعزيته السماوية، وليكن ذكرهم مؤبّداً.
اغناطيوس يوسف الثالث يونان
بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي
|