في إطار زيارته الرسمية الكنسية والراعوية إلى أبرشية حمص وحماة النبك وتوابعها للسريان الكاثوليك، ترأس غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلي الطوبى، قداساً رسمياً في كنيسة سيّدة النجاة للسريان الكاثوليك في بلدة زيدل في مدينة حمص، في تمام الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم الأحد 15 آذار 2015، يعاونه المدبّر البطريركي الخوراسقف فيليب بركات، ولفيف من الآباء الكهنة، بحضور ومشاركة نيافة المطران مار سلوانس بطرس النعمة مطران أبرشية حمص وحماه وتوابعهما للسريان الأرثوذكس، وكهنة وفاعليات وحشد غفير من المؤمنين.
وبعد أن تلا المطران سلوانس بطرس النعمة الإنجيل المقدّس، ألقى غبطة أبينا البطريرك موعظة روحية، قال فيها:
"نحن في زمن الصوم المقدس، نتوجّه نحو الرب الذي علّمنا طريق المصالحة والمحبة، طريق التقرّب من الله للقيام بأعمال الرحمة، وعلينا أن نحمل الله في قلوبنا، وأن نترجم هذه المحبة من خلال أعمالنا الصالحة. نحن شعب الله وهيكله، ونحن على استعداد لقبول مشيئته، وفي كل الصعوبات، لأنّنا نؤمن بحياةٍ جديدةٍ مع الله، والرب علّمنا أن تثبّت إيماننا ورجاءنا على صخر الدهور الرب يسوع المسيح.
وتابع غبطته: "رغم كلّ المعاناة التي نمرّ بها وشدّة التحدّيات، لا بدّ أن يشرق فجر القيامة. إنّنا نصلّي إلى الرب كي يحمي سوريا وشعبها من هذه الكبوة التي ألمّت بها. إنها سنواتٌ من الظلم والجراح والموت، ورغم ذلك ستنتصر كلمة الحق. كما نطلب من سيّدة النجاة، شفيعة كنيستنا، أن تعيد السلام والألفة بين سائر المكوّنات في سوريا.
وقد ألقى الخوراسقف فيليب بركات المدبّر البطريركي لأبرشية حمص وحماة والنبك وتوابعها كلمة عبّر فيها عن سرور أبناء الأبرشية بقدوم غبطة أبي الآباء مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان لتفقُّد أبنائه في هذه الأبرشية الغالية على قلبه الأبوي، حاملاً معه رسالة يسوع المخلّص.
وبعد القداس، عقد غبطة أبينا البطريرك لقاءً أبوياً مع أبناء رعية زيدل في قاعة الكنيسة، وخلاله ألقى غبطته كلمة أبوية توجيهية، قال فيها:
"كما تعلمون ومنذ بداية الأزمة في سوريا وشعبنا يمرّ بصعوباتٍ جمّة، وهذا هو حال شعبنا في العراق أيضاً، وكلّ ذلك يعود لهمجية المتطرّفين الذين لا يعترفون بالآخر ولا بحقوقه. لذلك نحن نُمتحَن اليوم، وعلينا أن نبرهن عن فخرنا واعتزازنا بوطننا الغالي سوريا، وعلينا أن نتمسّك بأرض آبائنا وأجدادنا، وألا نتنازل عنها مهما اشتدّت وطأة التحدّيات. فنحن أبناء السلام والغلبة والقيامة".
وأكّد غبطته "إنّنا نحن لسنا مع الإستسلام، وعندما ينادينا الوطن للدفاع عنه يجب أن نتهيّأ. وعندما تكون عائلاتنا بخطر، فحق الدفاع ينادينا. فالدفاع عن النفس هو حق، فكيف إذا كان هذا الحق يتعلّق بالدفاع عن وطننا وأهلنا، فهذا واجب. نحن لسنا ميليشيات ولا نحمل السلاح من أجل قتل أحد، إنما حق الدفاع عن وطننا ومقدّساتنا وأعراضنا وديارنا هو حق مقدس".
وكانت كلمة للخوراسقف فيليب بركات جدّد فيها مشاعر المحبة البنوية والتقدير الكبير لغبطته لمواقفه الكنسية والوطنية الرائدة، وشكره جزيل الشكر لرعايته الأبوية لأبرشية حمص وحماة والنبك، ولكلّ ما يقدّمه من مساعدات وما يبذله من جهود في سبيل إنهاء الحروب والنزاعات في سوريا والعراق خاصةً، بل في الشرق والعالم بأسره.
ثم أجاب غبطته على أسئلة عدد من أبنائه من الحضور، وبارك الجميع ببركته الأبوية.
|