لبّى غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلّي الطوبى، دعوة صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، فشارك غبطته في القمّة الروحية المسيحية، التي عُقدت في الكرسي البطريركي الماروني في بكركي، صباح يوم الإثنين 31 آب 2015، بمشاركة رؤساء الكنائس في لبنان أو ممثّليهم، وقد رافقه لحضور اجتماع القمّة الأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية.
وفي مداخلته خلال اجتماع القمّة، أشار غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان إلى أنّ لبنان يجب أن يبقى بلداً مستقلاً لا يخضع لأيّ تأثيرٍ خارجي، سيّما إقليمي طائفي.
ونوّه غبطة أبينا البطريرك إلى الأوضاع في الشرق، حيث يتعرّض أبناؤنا المسيحيون إلى هجمةٍ مخيفةٍ جداً، ممّا يجعل وجودهم في تقلُّصٍ كبير. وإن زال هذا الوجود، فستكون خسارة كبرى للعالم بأسره.
وشدّد غبطته على أنّ المشكلة الأساسية في الشرق هي أنه لا يمكن إدخال الديمقراطية بوجهها الغربي إلا من خلال فصل الدين عن الدولة وعدم انتهاك حقوق المكوّنات الصغرى، ولبنان هو البلد الوحيد في الشرق حيث كلّ المكوّنات تتمتّع الحقوق الدينية والمدنية عينها.
وعرض غبطة أبينا البطريرك على المجتمعين لمشاركته في اجتماع اللقاء السنوي لرابطة المشرّعين الكاثوليك الدوليين، والذي عُقد في مدينة فراسكاتي بالقرب من روما. وقد كانت لغبطته محاضرةٌ قيّمةٌ ألقاها في هذا اللقاء، تناول فيها الأوضاع العامّة في الشرق والحضور المسيحي فيه من كلّ جوانبه، والمخاطر التي تهدّد هذا الحضور، سيّما في ظلّ هجمات الإضطهاد الإرهابية والتكفيرية التي يتعرّض لها المسيحيون فيه.
وكان البطريرك الراعي، وخلال الكلمة التي ألقاها في افتتاح اجتماع القمّة، قد نوّه إلى الحدث التاريخي السارّ بإعلان تويب المطران الشهيد مار فلابيانوس ميخائيل ملكي، فقال:
"... نودُّ أن نعرب معاً عن بهجتنا الكبرى بالطوباوي الجديد المطران الشهيد مار فلابيانوس ميخائيل ملكي، مطران جزيرة ابن عمر في تركيا، من سينودس أساقفة الكنيسة السريانية الأنطاكية الكاثوليكية الشقيقة، الذي عُذِّب وقُتل وقرّب ذاته ذبيحةً على مذبح الحمل الفادي في 29 آب 1915، فدىً عن الخراف، ورُمي في نهر دجلة. فنقدّم معاً التهاني لأخينا صاحب الغبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي وللسينودس المقدّس".
وتابع البطريرك الراعي: "ونلتمس شفاعة الطوباوي الجديد من أجل صمود أبناء كنائسنا في الإيمان وفي رسالتهم الإنجيلية في هذا المشرق العربي. ونلتمس من الله، بشفاعته، إيقاف الحروب في فلسطين وسوريا والعراق واليمن وسواها، وإيجاد الحلول السلمية الديبلوماسية لها، من أجل إحلال سلامٍ عادلٍ وشاملٍ ودائمٍ، وعودة جميع النازحين واللاجئين إلى بيوتهم وأراضيهم بكامل حقوقهم المدنية كمواطنين أصليين وأصيلين".
وفي ختام الإجتماع صدر بيان نورد نصّه في خبر لاحق.
|