في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأربعاء 6 كانون الثاني 2016، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلّي الطوبى، بالذبيحة الإلهية بمناسبة عيد الدّنح (الغطاس)، وهو ذكرى عماد الرب يسوع في نهر الأردن على يد يوحنّا المعمدان، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس في الكرسي البطريركي، المتحف ـ بيروت.
عاون غبطتَه في القداس الأب أفرام سمعان والأب حبيب مراد أمينا السرّ في البطريركية، بحضور ومشاركة أصحاب السيادة المطارنة: مار أثناسيوس متّي متّوكة، مار ربولا أنطوان بيلوني، ومار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي والزائر الرسولي على أوروبا، والأب أنطوان ناصيف، والشمامسة والراهبات، وجمع من المؤمنين.
بعد صلاة البدء، أقام غبطته زياح عيد الدنح ورتبة تبريك الماء، ثمّ زياح الصليب نحو الجهات الأربع بحسب الطقس السرياني.
وبعد الرتبة، ارتجل غبطته موعظةً روحيةً أبرز ما جاء فيها:
"أقمنا الآن هذه الرتبة المقدّسة بصلواتها الغزيرة التي فيها أحيينا عيد عماد الرب يسوع في نهر الأردن على يد يوحنّا المعمدان، وقمنا بتبريك الماء لتكون بركةً للمؤمنين وعائلاتهم ومنازلهم.
هذا العيد، المسمّى عيد الدنح، والدنح كلمة سريانية تعني الظهور، إن لم يكن أقدم عيدٍ في المسيحية، فهو من أقدم الأعياد، وكان مرتبطاً بعيد الميلاد حتى القرن الخامس.
في الميلاد تواضع الرب يتجسُّده من العذراء مريم، وفي العماد تواضع بنزوله إلى الماء وعماده على يد يوحنّا عبده وسابقه، وكان الظهور الإلهي بظهور الثالوث الأقدس: الإبن يعتمد من يوحنّا، الروح بهيئة حمامةٍ تستقرّ على يسوع، والآب بصوتٍ صارخٍ من السماء "هذا هو ابني الحبيب به سُررتُ".
سمعنا مقطعاً من سفر أعمال الرسل، يحدّثنا عن ذاك الخادم في بلاط أثيوبيا، الذي كان من أوائل المعتمدين على أيدي الرسل الذين أطاعوا تعليم الرب يسوع، وراحوا يعلنون البشارة بالإنجيل ويعمّدون الناس باسم الآب والإبن والروح القدس. نحن نعترف بالرب بسوع ربّاً وإلهاً وسيّداً ومخلّصاً، وهذا يتطلّب منّا عيش إيماننا وشهادتنا لإنجيل المحبّة والسلام على الدوام.
سمعنا من الإنجيل المقدس بحسب البشير لوقا، كيف بشّر يوحنّا الناس ودعاهم إلى التوبة بالمعمودية، وقد جاء إليه يسوع ليعتمد، معتلناً للناس بظهوره الإلهي العلني الأول.
نحن، وإن كنّا قليلي العدد، فإنّ صلواتنا تصنع العجائب! لذا نصلّي مجدّدين ثقتنا بالرب رغم كلّ الصعوبات التي نجابهها، وبخاصة في هذه الأيّام العصيبة. أنتم، سواء الذين تهجّرتم من أرضكم في سوريا والعراق، أو المقيمين هنا في لبنان، عليكم جميعاً أن تتذكّروا في هذا العيد أن الرب يدعونا كي نجدّد ثقتنا ورجاءنا بالرب الذي لن يهملنا ولن يتركنا أبداً، بل سيوجد من المحنة خلاصاً.
هذا ما نطلبه منه تعالى، الإله الواحد بأقانيمه الثلاثة، في هذا العيد المبارك، كما في كلّ يوم من أيّام حياتنا، بشفاعة القديسة مريم العذراء والدة الإله، وجميع القديسين والشهداء، وبخاصة الطوباوي مار فلابيانوس ميخائيل.
كلّ عام وجميعكم بخير".
وبعد البركة الختامية، تبارك الجميع من الماء المقدّس، وأخذوا معهم زوّادةً من قناني المياه لبركة منازلهم وعائلاتهم.
|