ظهر يوم الخميس 7 كانون الثاني 2015، وهو عيد مار يوحنّا المعمدان، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي الكلّي الطوبى، بالقدّاس الإلهي على مذبح كنيسة مار اغناطيوس في الكرسي البطريركي ـ المتحف ـ بيروت، بمناسبة الذكرى السنوية العشرين لسيامته الأسقفية التي تمّت في 7/1/1996 في كنيسة مار بطرس وبولس في القامشلي ـ سوريا، بوضع يد المثلّث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس أنطون الثاني حايك، ومعه سيم آنذاك سيادة المطران مار غريغوريوس الياس طبي رئيس أساقفة دمشق.
عاون غبطتَه في القداس الأب حبيب مراد أمين السرّ في البطريركية، بحضور ومشاركة أصحاب السيادة المطارنة: مار أثناسيوس متّي متّوكة، مار ربولا أنطوان بيلوني، مار فلابيانوس يوسف ملكي، ومار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي والزائر الرسولي على أوروبا، والآباء كهنة الأبرشية البطريركية، والرهبان والراهبات والشمامسة.
بعد الإنجيل المقدس، ارتجل غبطته موعظةً أبويةً، تحدّث فيها عن المناسبات التي تحييها كنيستنا السريانية في هذا اليوم، وأبرز ما جاء فيها:
"نقيم الذبيحة الإلهية اليوم محتفلين بمناسباتٍ ثلاث:
المناسبة الأولى هي تهنئة يوحنّا المعمدان، وفيها نكرّم هذا الرسول المبشّر "أعظم مواليد النساء"، الذي جاهد لينشر كلمة الله. وفي تكريمنا ليوحنا المعمدان نكرّم كلّ مكرّس لخدمة الرب وكلمته، وكلّ من يبشّر معلناً بشرى المحبّة والسلام والحق والعدالة.
المناسبة الثانية، هي الذكرى السنوية العشرين لرسامتي الأسقفية، التي تمّت بوضع يد المثلّث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس أنطون الثاني حايك، في كنيسة القديسين مار بطرس ومار بولس في القامشلي، بتاريخ 7/1/1996، وفيها سيم معي أيضاً أسقفاً، سيادةُ المطران مار غريغوريوس الياس طبي رئيس أساقفة دمشق.
إني إذ أهنّئ أخي سيادةَ المطران الياس طبي بهذه المنماسبة وأتمنى له خدمةً صالحةً، أجدّد شكري لله على مواهبه وعطاياه ونِعَمِه التي أغدقها عليّ في خدمتي الأسقفية، حتى وصلتُ إلى هذه الساعة والخدمة البطريركية. وأسأله تعالى أن يجعلني دائماً بنعمته أميناً لعهدي الذي قطعته معه، فأبقى على الدوام ذاك الراعي المحبّ الذي يبذل ذاته عن الرعية، بالرغم من كلّ ما قد يعترض طريقي من عقباتٍ، وبالرغم من التحدّيات والصعوبات، وبالرغم من ضعفي وتعثّري أحياناً كثيرةً، مستمدّاً دائماً من الضعف قوة. وأسألكم أن تصلوا من أجلي على الدوام.
أما المناسبة الثالثة، فإن نظرتم إلى ساعاتكم، بعد ساعةٍ من الآن تقريباً، سيعلن راديو الفاتيكان قرار قداسة البابا فرنسيس تسمية وتعيين الأب أنطوان ناصيف مطراناً أكسرخوساً رسولياً للسريان الكاثوليك في كندا.
إننا نهنّئ المطران الجديد أنطوان ناصيف، وندعو له برسالة مثمرة وخدمة صالحة، فيكون لأبرشيته الجديدة الرأس الذي يدبّر شؤونها بالحكمة والفطنة، والأب والأخ للكهنة والمؤمنين، يرعاهم ويهتمّ بشؤونهم ويحتضنهم ويحبّهم، والراعي الصالح الذي يعرف كيف يبذل ذاته عن أعضاء رعيته.
ومع هذه المناسبات، نتذكّر إخوتنا وأخواتنا في سوريا والعراق الذين يعانون الآلام والإضطهادات والنزاعات، وأولئك الذين نزحوا إلى مناطق أخرى داخل البلاد، أو الذين هاجروا إلى لبنان والأردن وتركيا وإلى ما وراء البحار. نذكرهم جميعاً ونصلّي من أجلهم لكي يبقوا ثابتين في الإيمان، ومتعزّزين في الرجاء، ومتمسّكين بتعاليم الكنيسة.
أجدّد شكري لمحبتكم، وأطلب صلاتكم كي يوفّقني الرب دائماً في خدمتي لكنيستنا السريانية. كما نصلي معاً من أجل أن يوفّق الرب المطران الجديد أنطوان ناصيف في خدمته الأسقفية لما فيه خير الكنيسة وأبرشيته الجديدة في كندا".
وبعد البركة الختامية، هنّأ الجميع غبطتَه بالذكرى السنوية العشرين لسيامته الأسقفية، داعين له بالصحة والعافية والأيد من الرب، ليتابع رعايته الصالحة لكنيستنا السريانية.
كما هنّأوا الأب أنطوان ناصيف الذي أعلن الكرسي الرسولي للتوّ تعيينه أكسرخوساً رسولياً على الأكسرخوسية الرسولية للسريان الكاثوليك في كندا، متمنّين له خدمة مباركة ورسالة مثمرة لما فيه خير الكنيسة وأبرشيته الجديدة.
|