في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 17 كانون الثاني 2016، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلي الطوبى، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد القديس مار أنطونيوس الكبير أبي الرهبان على مذبح كنيسة مار أنطونيوس الكبير في جونيه ـ كسروان.
عاون غبطتَه في القداس الخوراسقف أنطوان ناصيف المنتخَب مطراناً أكسرخوساً رسولياً في كندا، والأب جوزف شمعي كاهن الرعية، بحضور صاحبي السيادة مار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي والزائر الرسولي على أوروبا، ومار يوحنّا جهاد بطّاح النائب العام على أبرشية بيروت البطريركية، والأبوين أفرام سمعان وحبيب مراد أميني السرّ في البطريركية، وحشد كبير من أبناء الرعية وأصدقائها وفعاليات المدينة، يتقدّمهم قائمقام كسروان الأستاذ جوزف بو منصور، ورئيس بلدية جونيه المهندس أنطوان أفرام.
وبعد الإنجيل المقدس، ارتجل غبطته موعظة روحية، أبرز ما جاء فيها:
"اليوم نحتفل بعيد القديس أنطونيوس الكبير، أبي الرهبان، الذي منه استوحى الرهبان الطريق الحقيقي المؤدّي إلى الحياة بالرب يسوع. هذا الشاب أنطونيوس الذي كان من عائلةٍ معروفة، دخل إلى الكنيسة، وأراد أن يستفهم ماذا يعوزه لينال ميراث ملكوت السموات. فأتاه الجواب من لقاء يسوع بالشاب الغني: "تعالَ اتبعني".
التقليد الكنسي يخبرنا أنّ أنطونيوس باع كلّ أملاكه وذهب إلى البرية للإعتزال للصلاة والعمل. من هذا القديس، أبي البادية، تأسّست كلّ الجمعيات الرهبانية، ومنه استوحت العيش معاً والتكرّس الكلّي للرب.
نحن طبعاً لا نطلب أن تتركوا البيت والعائلة والعمل بغية التكرّس، إنّما يذكّرنا الرب أنّ الحياة المسيحية ليست لعبة، إنما اتّباع يسوع يفترض منّا أن نكون شهوداً ليسوع، فنضحّي بالمادّيات والدنيويات لاكتساب الروحيات.
كما تعلمون، مشكلتنا اليوم في العالم الحاضر هي المادّة، حيث يعتقد الجميع أنّ في ذلك السعادة. أمّا السعادة الحقيقية فهي في جعل الرب يسوع الأولوية في حياتنا وتصرّفاتنا وأعمالنا، والعمل بهدي وصاياه وأنوار الروح القدس وعلى ضوء تعاليم الكنيسة.
اليوم أيضاً نهنّئ الخوراسقف الجديد أنطوان ناصيف المعيَّن مطراناً أكسرخوساً رسولياً في كندا، وقد خدمكم ككاهنٍ لرعيتكم هنا في جونيه وفي كلّ كسروان لسنواتٍ عدّة. نطلب من الله أن يرافقه وأن يذكّره دائماً بواجبه الرعوي بخدمة رسولية صالحة، سيّما مع الهجرة الكثيفة إلى تلك البلاد.
اليوم نذكر إخوتنا الذين نزحوا وهجروا أرضهم، سواء من الموصل وسهل نينوى في العراق، أو من حلب ومحافظة حمص والحسكة في سوريا، ونصلّي من أجلهم جميعاً كي يعضدهم الرب، فيحافظوا على إيمانهم وترابطهم العائلي وقيمهم، ويحيوا بالكرامة والحقوق الإنسانية إينما كانوا.
نحن اليوم علينا أن نُظهر أنّ دعوة يسوع تعنينا، وأنّ علينا أن نعرف كيف نعطي شهادةً حقيقيةً للمسيح منبع إيماننا.
نطلب من الرب يسوع، بشفاعة القديس مار أنطونيوس الكبير، أبي الرهبان، شفيع هذه الرعية المباركة، أن يباركنا جميعاً ويعطينا نعمة الرجاء لاتّباعه دوماً دون خوف أو تردّد أو قلق.
نهنّئكم جميعاً بعيد شفيع رعيتكم، ونسأله تعالى أن يوفّقكم وعائلاتكم، ويمتّعكم بالصحّة والعافية وبحياةٍ ملؤها الإيمان والفرح، بشفاعة والدة الله العذراء مريم، ومار أنطونيوس، والطوباوي الجديد لكنيستنا السريانية مار فلابيانوس ميخائيل، وجميع القديسين والشهداء، آمين".
وبعد البركة الختامية استقبل غبطته المؤمنين في صالون الرعية.
|