في تمام الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الإثنين 15 شباط 2016، وهو الذكرى السنوية السابعة لتنصيب وتولية غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان على الكرسي البطريركي الأنطاكي للسريان الكاثوليك وبدء السنة الثامنة لعهده المبارك، أحيت بطريركية السريان الكاثوليك هذه المناسبة بقداس احتفالي أقامه غبطته، على مذبح كنيسة مار اغناطيوس في الكرسي البطريركي ـ المتحف ـ بيروت، يعاونه الأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية.
حضر القداس وشارك فيه أصحاب السيادة المطارنة الأحبار الأجلاء: مار أثناسيوس متّي متّوكة، مار ربولا أنطوان بيلوني، مار فلابيانوس يوسف ملكي، مار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي والزائر الرسولي على أوروبا، مار يوحنّا جهاد بطّاح النائب العام على أبرشية بيروت البطريركية، ومار فولوس أنطوان ناصيف الأكسرخوس الرسولي في كندا، والآباء الخوارنة والكهنة والرهبان الأفراميون والراهبات الأفراميات والشمامسة الإكليريكيون طلاب إكليريكية دير سيدة النجاة ـ الشرفة.
وبعد إنجيل الراعي الصالح التي أنشده غبطته، ارتجل غبطته موعظة روحية مؤثّرة، أبرز ما جاء فيها:
"إخوتي أصحاب السيادة الأحبار الأجلاء
الآباء الخوارنة والكهنة والرهبان والراهبات والشمامسة المحبوبون بالرب
اليوم هو الذكرى السابعة لقدومي كبطريرك واستلامي السدّة البطريركية، وذلك بعد أن تمّ اختياري بطريركاً في روما من قبل آباء سينودس كنيستنا السريانية، وزرتُ معهم قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر لنيل بركته الأبوية وشركته الرسولية.
سمعنا من الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس نصاً رائعاً جداً، فمار بولس يكشف عن الإستعداد الذي كان يملأ قلبه ويجعله كلّه حميّةً واندفاعاً لخدمة وتبشير الجميع، رسولاً للكلّ دون تمييز، يهوداً ووثنيين، أضحى كلاً للكلّ.
هذا الشعار الذي اتّخذته لخدمتي البطريركية ساعياً أن أجعل نفسي في خدمة الجميع.
في إنجيل الراعي الصالح من يوحنّا الرسول، والذي تلونا منذ قليل، يذكّرنا يسوع بصفته المميّزة، أن يكون راعياً للجميع، يعرف رعيته ورعيته تعرفه، تعرفه عندما تجد من يحبّها ويبذل ذاته من أجلها.
نحن مدعوون إلى الكهنوت أو التكرّس الرهباني، أي قبلنا دعوة الرب أن نكون خدّاماً في كنيسته، وهو ليس امتيازاً أو حقّاً، بل دعوة لنتقدّس بالخدمة.
نحن كنيسة سريانية كاثوليكية قليلة العدد ومنتشرة في الشرق والغرب وغير مرتبطة ببلدٍ واحد، نحن موجودون بشكلٍ خاص في لبنان وسوريا والعراق. ونجد أنفسنا أمام تحدٍّ كيف نكون مثالاً للراعي الصالح للقطيع، ببذل الذات والمحبّة والصبر والتأنّي والإحتمال.
نحن اليوم إزاء التحدّي الكبير الذي سمح به الرب، ألا وهو الإقتلاع من أرض الآباء والأجداد في الموصل وسهل نينوى بالعراق، وفي مدنٍ عدّة في سوريا. كيف نقدر أن نكون الرعاة
إن لم تكن في قلوبنا المحبّة للجميع، دون النظر إلى اللغة أو المنشأ أو البلد. بل علينا أن نحبّ الجميع كما يحبّهم الرب، كي نستطيع أن نكون على مثال الراعي الصالح، وعلى مثال بولس الذي كان الراعي الذي خدم الجميع حتى صار كلاً للكلّ.
أشكركم على حضوركم ومشاركتكم معنا اليوم في هذه المناسبة. الرب هو الذي يختار الخادم رغم عدم استحقاقه، والرب هو الذي يقوّيه ليقوم بالخدمة المطلوبة منه بحسب قلب الرب.
أشكركم لمحبّتكم ولما تقومون به من خدمة، وبخاصة خدمتكم للأشدّ حاجةً، سيّما اللاجئين والمهجَّرين والنازحين. كما أشكركم لسعيكم الدائم إلى عيش المحبّة المتبادلة فيما بينكم.
فلنسأل مريم العذراء والدة الإله أن تتشفّع فينا وتنير أمامنا الطريق المؤدّي إلى الرب، فنستحقّ أن نكون من تلاميذه، بصلوات مار اغناطيوس الأنطاكي، ومار أفرام السرياني، والطوباوي مار فلابيانوس ميخائيل، وجميع القديسين والشهداء، آمين".
وبعد البركة الختامية، تقبّل غبطته التهاني من الحضور جميعاً بهذه المناسبة السعيدة.
ألف مبروك، مع التمنيات لغبطته بالعمر الطويل والصحة والعافية والتوفيق في رعاية الكنيسة السريانية المقدسة على مروج العزّ والإزدهار.
|