مساء يوم السبت ٩ نيسان ٢٠١٦، بارك غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، اللقاء العام السنوي لشبيبة أبرشية الموصل وكركوك وكردستان، وهو اللقاء السنوي الثاني في المهجر القسري، وقد أقيم على مدى ثلاثة أيّام من ٦ حتى ٩ نيسان، في كنيسة سلطانة السلام ـ عنكاوا، وشارك فيه أكثر من خمسمئة شاب وشابة من أبناء الأبرشية وبناتها، بعنوان "كونوا رحماء كالآب".
رافق غبطتَه إلى هذا اللقاء أصحاب السيادة مار يوحنّا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وكركوك وكردستان، ومار باسيليوس جوجس القس موسى المعاون البطريركي والزائر الرسولي على أوروبا، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بعداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي، والآباء الكهنة، بمشاركة عدد من الراهبات.
وبعد استماع بعض الترانيم، ألقى الأب نهاد القس موسى كلمة تعريفية باللقاء، ثم ارتجل غبطة أبينا البطريرك كلمة أبوية توجيهية وتشجيعية، فيما يلي نصها:
"نتوجّه قبل كلّ شيء بالشكر لسيادة أخينا المطران مار يوحنّا بطرس موشي الأب والراعي لهذه الأبرشية الحبيبة، والكهنة الأحبّاء الذين يشاركونكم متضامنين معكم في مسيرة المحبّة والرحمة، هذه الرحمة التي لا نستطيع أن نعيشها إلا بالتضامن والتعاون.
نشكر أيضاً الراهبات وجميع القيّمين على هذه الخلوة لشبّاننا وشابّاتنا، وهي الخلوة السنوية الثانية في المهجر القسري.
قدمنا إليكم لنزوركم ونتفقّد أحوالكم، ومعنا صاحبا السيادة المطرانان مار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية.
ما نريد أن نقوله لكم إنكم تبقون في بالنا وفكرنا وقلبنا، نحن لا نستطيع أن نعمل المعجزات وأن نقول لكم إنها أيّامٌ معدودةٌ وترجعون إلى أرضكم الحبيبة، أرض الآباء والأجداد، لكنّنا سنبقى شعب الإيمان والرجاء.
ليلة عيد القيامة، احتفلنا بقداس العيد للنازحين من أهلنا في لبنان، وكانت مناسبة فيها مزيج من فرح وألم، أن نلتقي بأبنائنا النازحين بهذه الأعداد الكبيرة، والذين بقوا متعلّقين بإيمانهم ومتجذّرين بأرضهم. ولكنّ ما يؤلمنا هو الهجرة، إذ نحن اليوم إزاء تحدٍّ كبيرٍ: نكون أو لا نكون.
أنتم الشباب، أنتم قلب الكنيسة النابض، الكنيسة تضع الأمل فيكم وتتضامن معكم، أنتم مستقبل الكنيسة.
رغم النكبة والمصيبة، يجب أن نعرف كيف نجابه التحدّي بقناعةٍ وبعدم التخلّي عن أرض الآباء والأجداد.
سنبقى في أرضنا، وإلا سيحدث في أرض آبائكم وأجدادكم ما حدث مع أجدادنا في تركيا.
ستقولون لنا إنّ البطريرك ليست لديه عائلة عليه أن يفكّر كيف يؤمّن لها مستقبلها. صحيح التحدّيات كبيرة، ولكن مهما كانت كبيرة، فلطالما هناك إرادة البقاء، يجب أن نبقى متجذّرين في الأرض. وها هم الكهنة الشباب والراهبات يرافقونكم ويصلّون معكم بملء الثقة أنّ هذه الغيمة السوداء لا بدّ وأن تنقشع، وأنّ ليل الآلام والموت، لا بدّ وأن يعقبه فجر القيامة.
نصلّي إلى الرب يسوع القائم ممجَّداً ومنتصراً على الموت، بشفاعة أمه الطوباوية مريم العذراء وجميع القديسين والشهداء، أن يبارككم في هذه الأيام الفصحية.
أيّها الشبّان والشابّات الأحبّاء، نحن نحبّكم ونفتخر بكم جداً. بارككم الرب".
وقد أثلج هذا اللقاء القلوب بهذا العدد الكبير من الشبّان والشابات الذين يشاركون رغم النكبة والنزوح القسري بأمل ورجاء العودة إلى الأرض. وقد ازدادت الفرحة برعاية وبركة غبطة أبينا البطريرك.
وفي الختام، خرج غبطته بزيّاحٍ حبري إلى باحة الكنيسة حيث كرّس تمثال القديسة مريم العذراء سلطانة السلام ورشّه بالماء المقدس، وسط فرح الحضور والتصفيق الحارّ.
|