ظهر يوم الثلاثاء 20 كانون الاول 2016، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي بالقداس الإلهي بمناسبة عيد القديس مار اغناطيوس النوراني، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس في الكرسي البطريركي - المتحف- بيروت.
عاون غبطتَه في القداس الأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، والأب جول بطرس مرشد عام العمل الرعوي الجامعي في لبنان، بحضور ومشاركة أصحاب السيادة المطارنة: مار أثناسيوس متّي متّوكة، ومار ربولا أنطوان بيلوني، ومار فلابيانوس يوسف ملكي، ومار يوحنّا جهاد بطّاح النائب العام على أبرشية بيروت البطريركية، والآباء الخوارنة والكهنة من أبرشية بيروت البطريركية ومن دير الشرفة، والرهبان الأفراميين، والراهبات الأفراميات، وطلاب إكليريكية سيّدة النجاة.
بعد الإنجيل المقدس، ارتجل غبطته موعظة روحية تحدّث فيها عن القديس مار اغناطيوس الذي اعتادت البطريركية أن تحتفل بعيده بقداس عائلي يشارك فيه أعضاء الإكليروس في لبنان، مشيراً إلى أنّ مار اغناطيوس هو أحد الآباء الرسوليين المعروفين والمشهورين في حياة الكنيسة، وهو الذي قرن القول بالفعل، وعاش حياةً أسقفية وكهنوتية صالحة، وأعطانا المثال في سيرته النقية.
ونوّه غبطته إلى أنّ مار اغناطيوس ترك لنا سبع رسائل ملؤها التعليم والغنى الروحي، خاتماً حياته بنيل إكليل الشهادة في الكوليسيوم في روما طعاماً للوحوش.
وذكّر غبطته بأنّ اغناطيوس بحسب اسمه يعني النوراني، وقد امتازت حياته بالمحبّة المضحّية، ولم يكن يعنيه إلا الرب يسوع، وعاش حياةً تقيةً ككاهن وأسقف في أنطاكية، وقدّم نفسه على مذبح الشهادة، وهو بشيّه نفسه ب "حبّة حنطة تُطحَن على المذابح". كما أنّ اغناطيوس هو أوّل من استعمل تعبير "الكنيسة الجامعة"، وهو الذي تكلّم عن الدرجات الكهنوتية ودور الأسقف في الرعية والأبرشية، وواجب الإتّحاد بين الأسقف والكهنة والمؤمنين، فجاءت تعاليمه متّسمةً بالعمق الإيماني والروحي والراعوي، وقد شدّد فيها على الخدمة وعدم التسلّط والإبتعاد عن روح الكبرياء.
وختم غبطته موعظته بالقول: "نتابع هذا القداس متذكّرين أننا سائرون نحو عيد الميلاد وتجسُّد الرب، ونفرح ونعيّد بعضنا البعض بروح المحبّة والتسامح والفرح، حتى نستطيع أن نقتفي أثر آبائنا الذين كانوا لنا القدوة في حياتهم وخدمتهم".
وفي نهاية القداس، منح غبطته البركة الرسولية بذخيرة القديس اغناطيوس المحفوظة في الكنيسة.
ثمّ تقدّم الجميع، فنالوا بركة غبطته، مقدّمين له التهاني البنوية بهذه المناسبة المباركة، ومتمنّين له العمر المديد، مع الصحة والعافية، والأيَد والمؤازرة من الرب في خدمته، وهو الراعي الصالح والمدبّر الحكيم.
|