يسرّنا أن ننشر فيما يلي نص المعايدة والتهنئة التي وجّهها غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلي الطوبى، باللغة العربية، إلى جميع أساقفة وإكليروس ومؤمني الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية في العالم، بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة:
الرقم: 207/2016
التاريخ: 23/12/2016
إلى إخوتنا الأجلاء رؤساء الأساقفة والأساقفة الجزيلي الإحترام،
وأولادنا الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات الأفاضل،
وجميع أبنائنا وبناتنا المؤمنين المبارَكين بالرب،
اللائذين بالكرسي البطريركي الأنطاكي في بلاد الشرق وعالم الإنتشار
نهديكم البركة الرسولية والمحبّة والدعاء والسلام بالرب يسوع، ملتمسين لكم فيض النِّعَم والبركات:
يحتفل العالم المسيحي في مشارق الأرض ومغاربها بعيد ميلاد الرب يسوع بالجسد، عيد الإله المتأنّس، عيد المحبّة اللامتناهية، عيد الفرح ومصدر السلام وينبوع الرجاء بمستقبلٍ أفضل.
جاء الملائكة في هدأة الليل يبشّرون رعاةً في جوار قريةٍ صغيرةٍ وديعةٍ من فلسطين، هي بيت لحم أن: "ولد لكم اليوم مخلّص.."، وختموا بشارتهم يسبّحون الله، وينشدون قائلين: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر" (لو 2: 14). إنّه نشيدٌ تردّده ليتورجيا الأرض في كنائسها كافّةً، وها هو الطقس السرياني يعلنه صباح كلّ يومٍ ليرفع المؤمنين إلى الله، مستذكرين ليلة ميلاد ابنه الكلمة الذي "صارَ بشراً وحلّ بيننا".
بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة، نعرب عن أطيب التهاني والتمنّيات لجميع أبناء كنيستنا السريانية وبناتها وإخوتنا وأخواتنا من الكنائس الأخرى والجماعات الكنسية، ومن سائر الطوائف والأديان، وكلّ مواطنٍ صالحٍ يسعى إلى السلام، في لبنان والشرق الأوسط وبلدان الإنتشار، راجين منه تعالى، ينبوع النعم والمراحم، أن يحمل هذا العيد مواسم خيرٍ وسعادةٍ لجميع الذين يتّقونه بروح المحبّة والسلام، وأن يحلّ عليهم العام الجديد 2017 باليمن والبركات.
تتوجّه قلوبنا وأفكارنا في هذا العيد إلى أبنائنا وبناتنا الذين يعانون آلام الحرب والإضطهاد في العراق الممزّق وفي سوريا المتألمة من النزاعات وخضّات العنف والحرب المدمّرة، وبخاصةٍ أولئك المقتلَعين من ديارهم قسراً في الموصل وبلدات سهل نينوى، وقد حُرموا بهجة العيد لتحلّ مكانها المآسي والدموع والخوف إزاء المستقبل. إنّنا نشجّعهم وندعوهم ألا يخافوا، فإنّ الفجر قريبٌ والخلاص آتٍ، ولا بدّ لإله الخير أن يقهر إبليس وجنوده، ليعودوا إلى أرض الآباء والأجداد رغم هول الخيانات وفداحة الآلام والدمار والخراب والحرق، كي يعيشوا فيها متّكلين على الرب ويقدّموا شهادتهم الشجاعة لإنجيل المحبّة والسلام.
نهنّئ أبناءنا وبناتنا في الأبرشية البطريركية في لبنان بالعيد، متضرّعين إلى الطفل الإلهي مولود بيت لحم، كي يحمل إلى لبنان المزيد من الإنفراج الذي بدأ بانتخاب فخامة الرئيس الجديد وتشكيل الحكومة الجديدة، على أمل أن يتمّ إقرار قانون انتخابي جديد يتمثّل فيه المكوِّن السرياني بنائبين، أحدهما للسريان الكاثوليك والآخر للسريان الأرثوذكس.
كما نعايد أبناءنا وبناتنا في الأراضي المقدّسة الأردن وتركيا ومصر، وكذلك أبناء كنيستنا الذين غادروا بلاد المنشأ واستقرّوا في بلدان الإنتشار، أوروبا وأميركا واستراليا، مصلّين لأجل ثباتهم بإيمانهم وأمانتهم لانتمائهم الكنسي.
ولا يفوتنا أن نذكر الذين أجبرتهم الأوضاع المؤلمة والإضطرابات والحروب في العراق وسوريا على النزوح والهجرة، وجميع المعوَزين والمهمَّشين والمستضعَفين، وكلّ عائلةٍ غابت عن أعضائها فرحة العيد لفقدانها أحد أفرادها أو أحبّائها، سائلين لهم جميعاً فيض البركات والنعم السماوية.
أيّها الربّ يسوع مخلّصنا، يا أمير السلام، قوِّ فينا الإيمان بحضورك الخلاصي بيننا، وثبّت فينا الرجاء بأنّ السلام الحقيقي ممكنٌ، لأنّ البشر الذين خلَقْتَهم على صورتك ومثالك هم في أعماقهم صالحون. وأعطنا يا ربّ أن نعيش المحبّة كما أوصيتنا، فنضحي فاعلي سلامٍ، نبنيه على الحقيقة والعدالة والحرّية والمحبّة.
وفي الختام، نمنحكم أيّها الإخوة والأبناء والبنات الروحيون الأعزّاء، بركتنا الرسولية عربون محبّتنا الأبوية. ولتشملكم جميعاً نعمة الثالوث الأقدس وبركته: الآب والإبن والروح القدس، الإله الواحد، آمين.
كلّ عام وأنتم بألف خير. ܡܫܺܝܚܳܐ ܐܶܬܺܝܠܶܕ... ܗܰܠܶܠܽܘܝܰܗ وُلد المسيح... هلّلويا
اغناطيوس يوسف الثالث يونان
بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي
|