في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 25 كانون الأول 2016، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي بقداس عيد ميلاد الرب يسوع المسيح بالجسد، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي - المتحف - بيروت.
عاون غبطتَه في القداس الأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، والأب جول بطرس مرشد عام العمل الرعوي الجامعي في لبنان، بحضور ومشاركة صاحبي السيادة: المطران مار أثناسيوس متّي متّوكة، والمطران مار ربولا أنطوان بيلوني، والراهبات الأفراميات، وجمع غفير من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس، ارتجل غبطته موعظة روحية تحدّث فيها عن عيد ميلاد الرب يسوع بالجسد، متطرّقاً إلى الأوضاع الراهنة في الشرق، وأبرز ما جاء فيها:
"وُلد المسيح... هللويا
اليوم نفرح جميعنا بهذا العيد الذي يجمع العائلات، ونشكر الله في هذا العيد تلتئم العائلات كي تشكر الله الذي يمنح الجميع من نِعَمِه وخيراته وبركاته، ويمتّعهم بالصحّة والسلام، وهذا كلّه يجعلنا نفكّر في دعوتنا نحن الذين وضعنا ثقتنا بالرب يسوع.
سمعنا من الرسالة إلى العبرانيين أنّ الله كلّم الناس بأنواع وطرق شتّى، لكن في آخر الزمان كلّمنا بابنه الوحيد، وهو الكلمة. كما سمعنا من إنجيل يوحنّا الفصلَ الأول الذي هو قمّة في اللاهوت. فالرب يسوع مولود من الآب منذ الأزل، ولكنه شاء وصار بشراً وتشبّه بنا في كلّ شيء ما عدا الخطيئة.
نحن الذين وضعنا ثقتنا بالرب يسوع، لا بدّ أن ننال نعمة فوق نعمة. إننا نفرح بمزود يسوع، ونفهم ونؤمن أنّ هذا هو بداية خلاصنا، ونجدّد علاقتنا بالرب يسوع، ليس فقط بالمظاهر وتبادُل الهدايا، إنّما كي نعيش متّحدين بكلمة الله المتأنّس.
نؤمن أنّ الله أحبّنا لدرجة أنه أصبح واحداً منّا، وهذا ما نسمّيه سرّ التجسّد، وفيه الله هو قبل كلّ شيء محبّة، والمحبّة هي أعجوبة حياتنا.
نشكر الرب أنه في حلب، ومهما كانت المأساة والمعاناة، فقد عادت وتحرّرت وتوحّدت، لتعود مدينة الأمن والسلام بين جميع أبنائها.
كما نفرح بتحرير بعض بلدات سهل نينوى، حيث أقيمت البارحة واليوم فيها بعض القداديس، بعد أن جرى تخريبها وتدميرها وحرقها بالإدّعاء باسم الله.
منذ شهر كنّا في العراق، واحتفلنا بالقداس في كنيسة العذراء الطاهرة في قره قوش، وأكّدنا لأبنائنا هناك أنّنا أولاد وأحفاد الشهداء الذين تحمّلوا العذابات والإضطهادات، وصمدوا فنقلوا لنا الإيمان، لذا علينا أن نصمد ونحتمل كي نحافظ على أرضنا.
نطلب من الرب يسوع، الطفل الإلهي، أن يثبّتنا بالإيمان ويقوّينا بالرجاء ويساعدنا كي نكمل مشوار حياتنا مهما كانت الصعوبات، فنعطي المثال الصالح للجميع، مفتخرين أن نكون أبناء الله وتلاميذه."
وبعد البركة الختامية، استقبل غبطته المؤمنين وتقبّل التهاني بالعيد في الصالون البطريركي. |