ننشر فيما يلي النص الكامل للبيان الختامي الصادر عن الإجتماع الأوّل الذي عقدته اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط، في مقرّ الكنيسة الإنجيلية الوطنية في بيروت، في 16-17 كانون الثاني/يناير 2017:
البيان الختامي لاجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط
16-17 كانون الثاني/يناير 2017
الكنيسة الإنجيلية الوطنية، بيروت - لبنان
عقدت اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط اجتماعها الأول بضيافة الكنيسة الإنجيليةالوطنية في بيروت،وبرئاسة رؤساء المجلس، ممثّلين العائلات الكنسية الأربع التي يتألّف منها المجلس:
- عن العائلة الأرثوذكسية الشرقية: قداسة البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع
- عن العائلة الأرثوذكسية: غبطة البطريرك يوحنّا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس
- عن العائلة الإنجيلية: القس الدكتور حبيب بدر، رئيس الإتّحاد الإنجيلي الوطني في لبنان
واعتذر عن الحضور رئيس المجلس عن العائلة الكاثوليكية، غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأوّل ساكو، بطريرك بابل على الكلدان، لارتباطه بالتزامات في العراق
وشارك في الإجتماع الأمين العام لمجلس الكنائس الأب ميشال جلخ، وأعضاء اللجنة التنفيذية.
بعد الصلاة والتأمّلات الروحية، درس المجتمعون المواضيع المُدرجة على جدول الأعمال، فناقشوا التقرير المقدَّم من الأمين العام، والمتضمّن جردةً للأعمال التي قامت بها الأمانة العامة خلال المدّة المنصرمة، واستراتيجية العمل، وكذلك التقرير المالي للمجلس، إضافةً إلى عرض لأوضاع اللاجئين والمهجَّرين بسبب الظروف الصعبة التي تمرّ بها منطقة الشرق الأوسط، من خلال تقرير برنامج الإغاثة المسكوني في سوريا ولبنان والأردن، وتقريري هيئة التنسيق الكنسي للإغاثة والتنمية، وهيئة الخدمة والعدالة الإجتماعية.
وزار المجتمعون فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، حيث أعربوا لفخامته عن سرورهم وارتياحهم بانتخابه رئيساً للجمهورية اللبنانية، مثنين على دوره الفاعل والجامع ضمانةً للبنانيين ومسيحيي الشرق، ومقدّرين الهدية القيّمة التي قدّمها فخامته للبطريرك يوحنّا العاشر، وهي عبارة عن نسخة قديمة من الإنجيل المقدس. وكذلك رحّبوا بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة وانطلاقها في العمل، متطلّعين إلى عودة الإنتظام إلى المؤسّسات الدستورية ومختلف مرافق الدولة، تأسيساً لمرحلة جديدة من الإزدهار والنهوض بلبنان – الرسالة، تتكلّل بإقرار قانون جديد للإنتخابات النيابية يؤمّن التمثيل الصحيح والعادل لجميع مكوّنات الوطن، ولا سيّما المسيحيين.
وخلُصت اللجنة التنفيذية في اجتماعها إلى:
- أولوية الحضور المسيحي في الشرق وما يتعرّض له المسيحيون في بعض البلدان من أعمال تهجير وخطف واضطهاد واقتلاع وإبادة. وطالب المجتمعون رؤساء الدول وأصحاب القرار من سياسيين وروحيين، عرباً ومسلمين، بالعمل الجادّ للحفاظ على التعدّدية الدينية التي تميّز منطقتنا المشرقية.
- أهمية تعزيز دوائر المجلس وبرامجه وتسهيل وصولها إلى مختلف الكنائس والبلدان في المنطقة، ولا سيّما إلى المسيحيين في الشرق الأوسط. لذا تطرّق المجتمعون إلى علاقة كنائس الشرق الأوسط بالكنائس والمؤسّسات المسيحية وسواها في العالم، وخاصةً تلك التي تشارك المجلس الهواجسَ والشعورَ والتطلّعاتِ عينَها، خدمةً للحضور المسيحي في الشرق. كما تمّت دراسة موضوع الحوار المسيحي - الإسلامي الذي يشكّل ركيزة أساسية في علاقة المجلس مع شركائه في الأوطان والمصير.
- إيجاد حلّ سلمي للأزمة في سوريا يضمن وحدة البلاد والعيش المشترك الآمن والحرّ بين مختلف مكوّناتها الحضارية والدينية ضمن دولةٍ مدنية.
- تأمين الدعم المطلوب لعودة النازحين والمهجَّرين والمقتلَعين إلى أرضهم بالحرّية والكرامة الإنسانية، وخاصةً مسيحيي الموصل وبلدات سهل نينوى في العراق، وهم أصحاب الأرض وسكّانها الأصليون.
- حثّ الدول في الشرق والمجتمع الدولي على إيلاء موضوع النازحين في لبنان والأردن وتركيا القدر اللازم من العناية، لما يضمن عيشاً كريماً لهم، وعودةً آمنةً إلى بلادهم بالسرعة الممكنة.
- شجب الأعمال الإرهابية التي تستهدف المواطنين والكنائس ودور العبادة في الشرق، ولا سيّما التفجير الإرهابي الذي تعرّضت له كنيسة القديسين بطرس وبولس قرب الكاتدرائية المرقسية في القاهرة بمصر، فضلاً عن أعمال إرهابية عديدة في أنحاء مختلفة من العالم.
- التأكيد على دعم قضية الشعب الفلسطيني العادلة، وحقّه في إقامة دولته، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم بحسب مقرّرات الأمم المتّحدة.
- إنهاء الوضع الشاذّ في جزيرة قبرص، وتحقيق وحدة أراضيها، وحماية حقوق جميع مواطنيها.
- مناشدة المرجعيات الدولية وجميع ذوي النيّات الحسنة تكثيف الجهود لإطلاق سراح جميع المخطوفين، لا سيّما مطراني حلب بولس اليازجي ويوحنّا ابراهيم،وكذلك الكهنة والمدنيين، مع الصلاة والدعاء إلى الله كي يعودوا سالمين بأقرب وقت.
وفي نهاية الإجتماع، جدّد المجتمعون رجاءهم بالرب يسوع الذي وعد كنيسته أنه سيبقى في وسطها ويحفظ أبناءها وبناتها كحدقة العين، رغم كلّ ما يحيط بها من تحدّيات وصعوبات، فتتابع الشهادة لإله المحبّة والسلام في أرض الآباء والأجداد، هو القائل "أنا معكم كلّ الأيّام وحتى انقضاء الدهر" (متى 28: 20).
|