في تمام الساعة السابعة من مساء يوم الأربعاء 15 شباط 2017، احتفلت بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة وبدء السنة التاسعة لجلوس غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي على الكرسي البطريركي، فأقام غبطته القداس الإلهي على مذبح كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي في الكرسي البطريركي – المتحف – بيروت، يعاونه الأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية.
شارك في القداس أصحاب السيادة المطارنة: مار أثناسيوس متّي متّوكة، ومار ربولا أنطوان بيلوني، ومار ثيوفيلوس فيليب بركات رئيس أساقفة حمص وحماة والنبك، والآباء الخوارنة والكهنة في أبرشية بيروت البطريركية وفي دير الشرفة، والرهبان الأفراميون، يتقدّمهم الرئيس العام الأباتي حنّا ياكو، والراهبات الأفراميات، تتقدّمهنَّ الرئيسة العامّة الأمّ هدى الحلو، والشمامسة الإكليريكيون طلاب إكليريكية دير سيّدة النجاة – الشرفة، وبعض المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس، ارتجل غبطة أبينا البطريرك موعظة روحية بعنوان "السلطة خدمة"، تحدّث فيها غبطته عن الخدمة البطريركية التي دعاه إليها الرب منذ ثماني سنوات، وقد اتّخذ فيها شعاره قول بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس "صرتُ كلاًّ للكلّ"، مشيراً إلى أنّ بولس كان يهودياً متعلّقاً بالشريعة، وبعد اهتدائه إلى الإيمان بالرب يسوع، صار للجميع كلاًّ للكلّ كي يربح الجميع للرب يسوع.
ونوّه غبطته إلى أنّ السلطة في الكنيسة هي خدمة، على مثال الرب يسوع الذي لم يأت ليُخدَم بل ليخدُم، متطرّقاً إلى مسيرة خدمته خلال هذه السنوات الثماني، إذ "لا أقدر أن أقول إني أكملتُ هذا الشعار، لقد كنتُ دائماً منفتحاً على الجميع، وحاولتُ جهدي أن أكون أميناً لشعاري، وأنا أسعى لأخدم جميع الذين يأتون إليَّ بروح المسيح الخادم".
وتطرّق غبطته إلى "ما تعانيه كنيستنا السريانية في هذا الزمن ممّا يجعل خدمتها غير سهلة البتّة، فهناك ما تعانيه كنيستنا وشعبنا في العراق منذ أكثر من ١٤ سنة، وفي سوريا منذ أكثر من ٦ سنوات، ومنذ أكثر من سنتين من الإقتلاع والنزوح والهجرة من أرض الآباء والأجداد في الموصل وقرى وبلدات سهل نينوى، فضلاً عن الهجرة من سوريا والعراق بصورة عامّة".
وتكلّم غبطته عن الأزمات المختلفة التي تحيط بالكنيسة، فقد "سمح ربّنا أن تعاني كنيستنا الأزمات، كما أخواتها من الكنائس الشرقية والغربية، لكن مهما تكن هذه الأزمات، فإنّ الرب سيحمينا منها ويجعلنا نتقدّس باحتمالها. من هنا علينا العمل بروح التواضع والوداعة والتجرّد لتجديد تكريسنا بمقتضيات الدعوة التي إليها دعانا الرب، إذ علينا أن نؤدّي الشهادة للرب يسوع في حياتنا بالتضحية والتفاني والأمانة".
وختم غبطته موعظته بشكر جميع الحضور، بخاصة المطران فيليب بركات والأب داني كدر القادمين من حمص، ضارعاً إلى "الرب يسوع الراعي الصالح أن يباركنا جميعاً ويذكّرنا على الدوام بقول بولس الرسول: تكفيك نعمتي"، مجدّداً تسليم خدمته البطريركية كما مسيرة حياة كنيستنا السريانية ودعوتنا وشهادتنا إلى "الرب يسوع الذي نتّكل عليه وهو يرافقنا دائماً ويعطينا نعمة الثبات في دعوتنا، بشفاعة أمّنا مريم العذراء سيّدة النجاة وجميع القديسين".
وفي نهاية القداس، تقبّل غبطته التهاني البنوية القلبية من الحضور جميعاً الذين تمنّوا لغبطته عمراً مديداً مقروناً بالصحّة والعافية والتوفيق في متابعة رعايته الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية المقدّسة والسير بها على مروج العزّ والفخار، وبخاصة في هذه الأزمنة الصعبة والعصيبة التي يمرّ بها أبناؤها في الشرق.
|