إثر رقاد الخوراسقف اغناطيوس ذياب ميدع، النائب الأسقفي العام السابق في أبرشية حمص وحماة والنبك وعميد كهنة الأبرشية، وجّه غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، رقيماً بطريركياً معزّياً سيادةَ المطران مار ثيوفيلوس فيليب بركات رئيس أساقفة حمص وحماة والنبك، وخوارنة وكهنة الأبرشية، والشمامسة والرهبان والراهبات، وأعضاء اللجان والمؤسّسات والجمعيات والمؤمنين، وعائلة المرحوم، وأهالي قرية الحفر.
كما كلّف غبطته سيادةَ المطران فيليب بركات بترؤّس مراسم رتبة الجنّاز والدفن باسمه بسبب غيابه خارج الكرسي البطريركي.
فيما يلي النص الكامل للرقيم البطريركي:
الرقم: 46/2017
التاريخ: 16/2/2017
سيادة أخينا الحبر الجليل مار ثيوفيلوس فيليب بركات
رئيس أساقفة حمص وحماة والنبك الجزيل الإحترام
الآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات وأعضاء اللجان والمؤسّسات والجمعيات والمؤمنون
إخوة المرحوم الخوراسقف اغناطيوس ذياب ميدع وعائلاتهم وعموم آل ميدع
وأنسباؤهم في الوطن والمجهر وأهالي قرية الحفر
النعمة والمحبّة والسلام بالرب يسوع المسيح مخلّصنا المنبعث من الموت ومصدر عزائنا ورجائنا، وبعد:
بحزن وأسف تلقّينا نبأ انتقال عزيزنا الخوراسقف الفاضل اغناطيوس ذياب ميدع النائب الأسقفي العام لأبرشية حمص وحماة والنبك للسريان الكاثوليك سابقاً وعميد كهنة الأبرشية، إلى الأخدار السماوية، بعد أن خدم مذبح الرب والشعب المبارك بمحبة وغيرة وتفانٍ وإخلاص، شهد لها القاصي والداني، فأضحى مثالاً يُحتذى للكاهن الفاضل والراعي الصالح الذي يعرف كيف يعتني ببيت الرب، فكسب محبّة الكبير والصغير في الأبرشية وخارجها.
لقد كان الراحل الكريم إنساناً مؤمناً بربّه وملتزماً بخدمة كنيسته، أحبّ أبرشيته وبادلته الأبرشية الحبّ. فقد خدم الرعية في حمص وظلّ مواصلاً خدمته فيها مدّة طويلة، حتّى رقّاه المطران حنّا ضاحي إلى درجة الخوراسقف، وأسند إليه النيابة العامة على الأبرشية. ثمّ عيّنه المطران موسى داود (البطريرك والكردينال بعدئذٍ) كاهناً لرعية حماه، فخدمها عدّة أشهر وعاد إلى حمص واستمرّ في العمل الراعوي والخدمة الكنسية حتّى أقعده المرض، فأُدخل دير يسوع الملك في لبنان حيث بقي عدة أعوام يتلقّى العناية والعلاج، إلى أن أعيد إلى أبرشيته في أواخر عام 2015، حيث تابع سيادة أخينا المطران فيليب بركات مع الكهنة والشمامسة الإعتناء به حتّى وفاته.
اهتمّ كثيراً بتنمية الدعوات وتنشئة الشمامسة ليصبحوا كهنة صالحين في كرم الرب، وله فضل كبير وباع طويل في رفد إكليريكية دير سيّدة النجاة – الشرفة البطريركية بالدعوات الكهنوتية لخدمة الكنيسة والشعب المؤمن.
أمّا اليوم وقد انتقل الخوراسقف اغناطيوس ميدع من هذه الحياة الفانية إلى بيت الآب في السعادة الأبدية، إلا أننا واثقون بأنّ ذكراه ستبقى ماثلةً في الكنيسة، وبخاصة في أبرشيته التي تقرّ بفضل خدمته المتفانية، فإنّ ذكر الصدّيق يدوم إلى الأبد.
تعازينا الحارّة نقدّمها إلى سيادة أخينا المطران مار ثيوفيلوس فيليب بركات، وإلى الآباء الخوارنة والكهنة في أبرشية حمص وحماة والنبك، وإلى الشمامسة والإكليريكيين، والرهبان والراهبات، وأعضاء المؤسّسات والجمعيات واللجان، وإلى المؤمنين جميعاً، سيّما إخوة الفقيد وعائلاتهم وعموم آل ميدع وأنسباؤهم في الوطن والمجهر وأهالي قرية الحفر، سائلين الله أن يسكب على قلوبهم جميعاً بلسم الصبر والعزاء. وقد ذكرناه على مذبح الرب بشكل خاص خلال القداس الإلهي الذي أقمناه صباح اليوم، وكلّفنا سيادة المطران فيليب بركات أن يترأس باسمنا مراسم رتبة الجنّاز والدفن بسبب غيابنا خارج الكرسي البطريركي.
رحم الله الخوراسقف اغناطيوس ميدع، وأسكنه في ملكوته السماوي صحبة الأبرار والصالحين والوكلاء الأمناء الذين تبعوا الرب في درب آلامه وهم يشاركونه في مجد قيامته البهيجة.
نختم بمنحكم بركتنا الرسولية عربون محبتنا الأبوية.
اغناطيوس يوسف الثالث يونان
بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي
|