في تمام الساعة الثامنة من مساء يوم السبت 15 نيسان 2017، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بقداس عيد القيامة المجيدة لأبناء الجالية العراقية في لبنان، يعاونه الأب يوسف سقط والأب يعقوب حسّو كاهنا إرسالية العائلة المقدسة لأبناء الجالية العراقية، بمشاركة الأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، والشمامسة، وجوقة الإرسالية، وبحضور جماهير غفيرة من المؤمنين، وذلك في كنيسة مار الياس - الدكوانة - المتن، والتي تستعملها هذه الإرسالية لإقامة القداديس.
في بداية القداس، أقام غبطته رتبة السلام مزيّحاً الصليب في الجهات الأربع، بعد زيّاحٍ حبري بارك فيه المؤمنين.
وبعد الزيّاح، ارتجل غبطته موعظة روحية تحدّث فيها عن قيامة الرب يسوع ولقائه بتلميذي عمّاوس، مؤكّداً حقيقة قيامته من القبر في اليوم الثالث، ومتناولاً مضمون رسالة القيامة التي وجّهها بعنوان "أُمكُث معنا يا رب".
ثمّ تطرّق غبطته إلى الأوضاع في العراق بعد تحرير سهل نينوى ومعوقات عودة أبناء شعبنا إلى أرضهم، مشيراً إلى وجود بوادر مفرحة ومشجّعة بعودة سيادة المطران مار يوحنّا بطرس موشي وبعض الكهنة والعلمانيين إلى قره قوش لأنها أرض الآباء والأجداد ولا يمكن التخلّي عنها.
وأشار غبطته إلى أنه "رغم كلّ مصائبنا ورغم النكبات والآلام التي حلّت بكم وبنا وتعيشونها في هذا البلد المضياف لبنان الذي نحبّه، لكنّكم تبقون بعيدين عن أرض الآباء والأجداد، في هذا الزمن الذي يدّعي فيه كبار العالم أنهم يدافعون عن الكرامة وحقوق الإنسان والحريّة والمساواة". وتابع غبطته: "نعم نحبّ لبنان الذي يبقى هذا البلد الذي يحتضن المهاجرين إليه، وأنتم تبقون الغالين علينا، ونحن نحبّكم أنتم الذين هُجِّرتم قسراً دون شيء، فقط لأنكم تلاميذ المسيح. نعم نحن سنهتف مهما قست الأيّام علينا: المسيح قام... حقاً قام".
ونوّه غبطته إلى أنه "وإن استطاع الإرهابيون أن يهجّروكم، لكنّهم لن يستطيعوا أن يقضوا على شعلة الرجاء الذي يأتيكم من الإيمان الذي تعلّمتموه من أجدادكم وجدّاتكم، وإلا لَما كنّا سنجد هذا العدد الكبير منكم تملأون الكنيسة اليوم، لأنكم تحبّون الرب يسوع، والرب يسوع يحيا فيكم".
وسأل غبطته الله أن يبقى مع المؤمنين به لأنّ النهار قد مال، رغم أنّ حياتنا تبدو للأسف وكأنّ لا أمل فيها، إنّما نثق بحضور الرب.
وتحدّث غبطته عن زيارته الأخيرة إلى أبرشيتي حمص وحلب في سوريا، والتعزية بأنّ كثيرين من الناس لم يتركوا الأرض بل بقوا فيها، مستلهمين الرجاء من الرب يسوع القائم من بين الأموات.
وفي نهاية القداس، منح غبطته المؤمنين بركته الأبوية.
|