في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم الأحد ١٩ تشرين الثاني ٢٠١٧، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي للمؤمنين السريان الكاثوليك في مدينة تور - فرنسا، ضمن زيارته البطريركية الراعوية الأولى إلى المؤمنين في هذه المدينة، ومنح الرسامات الصغرى، المرنّم والقارئ والأفودياقون (الرسائلي)، لثلاثة عشر شخصاً من أبناء الكنيسة السريانية في مدن مختلفة في فرنسا، وبخاصة باريس وتور وليل، وذلك في كنيسة القديس جوليان اللاتينية التي تستعملها الرعية السريانية الناشئة في مدينة تور.
عاون غبطتَه في القداس المونسنيور كريستوف ريمبو النائب العام لرئيس أساقفة تور المطران برنار أوبيرتان، ممثّلاً إيّاه، والمونسنيور باسكال كولنيش النائب العام لشؤون الكاثوليك الشرقيين في فرنسا، والأب إيلي وردة كاهن رعية مار أفرام السرياني في باريس، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، والأب نبيل ياكو، والأب أمير القس بطرس، بمشاركة الشمامسة، وفرسان مالطا في المدينة، وجوقة الرعية، وجمهور غفير من المؤمنين ملأوا الكنيسة على رحبها.
بعد الإنجيل المقدس، ارتجل غبطة أبينا البطريرك موعظة روحية بالعربية والفرنسية، تحدّث فيها عن بشارة الرب لزكريا الكاهن في الهيكل، وتحقيق وعده له بأنّ امرأته أليصابات ستحبل وتلد له ابناً رغم أنهما طاعنان في السنّ، وأنّ لا شيء مستحيل عند الرب، بل هو على كلّ شيءٍ قدير.
وأعرب غبطته عن فرحه بالإحتفال بهذا القداس في هذه الكنيسة الجميلة في مدينة تور، معبّراً عن امتنانه لمطران الكنيسة اللاتينية في المدينة الذي استقبل أبناءنا النازحين الذين أُرغِموا على مغادرة أرضهم، منوّهاً بالمناسبة الجميلة والمباركة بمنح الرسامات الصغرى لمجموعة من أبناء الكنيسة السريانية في فرنسا، والذين وعدوا الرب بخدمته وخدمة مذبحه، بركةً لهم ولعائلاتهم، متعهّدين بالمحافظة على الأمانة لالتزامهم وتسليمهم حياتهم للرب.
وأشار غبطته إلى أنّ الرسامات الصغرى هي خطوة مهمّة جداً يتّخذها هؤلاء المرشَّحون الذين تعهّدوا أن يبقى يسوع هدفهم الأول والوحيد في حياتهم، دون أن يتخلّوا عن مسؤولياتهم وواجباتهم في العائلة والمجتمع والوطن، إنّما أن يؤدّوا الشهادة لإله المحبّة والسلام، ويكونوا على أتمّ الإستعداد للتفاني والتضحية في الخدمة.
وذكّر غبطته الحاضرين أنّ كنيستنا السريانية الكاثوليكية المقتلَعة من أرضها في سهل نينوى منذ ثلاث سنوات تجد أبناءها من أطفال وشباب وشيوخ ينزحون تاركين أرضهم ويتشتّتون في أنحاء العالم، لكنّهم واثقون بالرب يسوع إذ ضحّوا بكلّ شيء في سبيله وحبّاً به، مؤكّداً افتخاره بهم واعتزازه بأنهم في فرنسا يُستقبَلون بالترحاب والمحبّة من قبل إخوتهم، وبخاصة في هذه المدينة تور.
وإذ شدّد غبطته على أنه من غير المقبول أن يحصل في القرن الحادي والعشرين ما حصل لنا نحن مسيحيي الشرق في سوريا والعراق، جدّد التأكيد على الصلاة الحارّة من أجل إحلال السلام والأمان في الشرق والعالم، وكي تبقى الحقيقة تشعّ بالمحبّة، فيتابع المؤمنون في كلّ مكان الشهادةَ لإنجيل الفرح والسلام برباط المحبّة الأخوية.
وقبل المناولة، ترأس غبطته رتبة الرسامات الصغرى بحسب الطقس السرياني الأنطاكي، مانحاً درجات المرنّم والقارئ والأفودياقون لثلاثة عشر من أبناء كنيستنا السريانية في مدن باريس وتور وليل، وسط جوّ روحي تسوده البهجة والفرح والتهاليل.
وكان الأب إيلي وردة قد ألقى كلمة رحّب فيها بغبطته، شاكراً إيّاه على كلّ ما يقوم به في سبيل رعاية أبناء الكنيسة في كلّ مكان، وبخاصة النازحين والمقتلَعين من أرضهم في الشرق، مرحّباً وشاكراً جميع الحضور من إكليروس ومؤمنين، خاصاً بالشكر جميع الذين ساعدوه في التحضير لهذه المناسبة.
وكانت كلمة للمونسنيور باسكال كولنيش، عبّر فيها عن تضامنه الكلّي مع مسيحيي الشرق وما يتعرّضون له في بلادهم الأمّ، مؤكّداً استعداد الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا لخدمتهم وتأمين الرعاية الروحية لهم.
وفي ختام القداس، منح غبطتُه الشمامسةَ الجدد وجميع المؤمنين بركته الرسولية عربون محبّته الأبوية.
|