في تمام الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم السبت ٢٥ تشرين الثاني ٢٠١٧، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي في كنيسة سيّدة الإنتقال اللاتينية في العاصمة البلجيكية بروكسل، وخلاله وبحسب الطقس السرياني الأنطاكي، قام غبطته برسامة الشمّاس توما (ديبو) حبّابة كاهناً لإرسالية سيّدة النجاة للسريان الكاثوليك في بلجيكا.
عاون غبطتَه في القداس سيادةُ المطران مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، والأب رامي قبلان الزائر الرسولي في أوروبا، وحضره أصحاب السيادة: المطران Alain Le BeauPain السفير البابوي لدى الإتّحاد الأوروبي، ومار يوحنّا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وكركوك وكوردستان، ومار يوحنّا جهاد بطّاح النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، ونيافة المطران مار جرجس كورية النائب البطريركي للسريان الأرثوذكس في بلجيكا وفرنسا، والأبEric Vancraeynest النائب العام لشؤون الكاثوليك غير البلجيكيين في بروكسل ممثّلاً نيافة الكردينال Josef De Kesel رئيس أساقفة أبرشية مالين - بروكسل، وعدد كبير من الآباء الخوارنة والكهنة من كنيستنا السريانية الكاثوليكية في السويد والمملكة المتّحدة وفرنسا وألمانيا وهولندا ولبنان وسوريا والعراق، ومن الكنائس الشقيقة في بلجيكا.
كما حضر هذه المناسبة معالي السيّد تيو فرانكين وزير الهجرة في بلجيكا، وسعادة القائم بأعمال السفارة السورية لدى الإتّحاد الأوروبي السيّد أيمن رعد، والسيّد أنطوان قسّيس رئيس الجالية السورية في بلجيكا، وأعضاء إرسالية سيّدة النجاة السريانية الكاثوليكية في بلجيكا، وعدد من المدعوين من الكنائس الشقيقة، وأهل المرتسم الجديد وذووه والأحبّاء والأصدقاء.
بعد الإنجيل المقدس، ارتجل غبطة أبينا البطريرك موعظة روحية بالعربية والفرنسية، تحدّث فيها عن صفات الكاهن الذي يجب عليه أن يكون بلا لوم مثل وكيل الله، مشيراً إلى أنّ المرتسم الجديد هو الكاهن السرياني الكاثوليكي الأول الذي يُرسَم في أوروبا، معرباً عن فرحه بأن يضع يده عليه ويمنحه موهبة الكهنوت المقدس، مباركاً إيّاه وخدمته المقبلة والجالية السريانية في بلجيكا التي تشترك في هذه الفرحة.
وأكّد غبطته أنّ الكهنوت دعوة مجّانية من الرب يسوع القائل "لستم أنتم من اخترتموني بل أنا اخترتكم"، منوّهاً إلى أنّ المرتسم الجديد يلبّي دعوة الكهنوت متّكلاً على النعمة التي وُهبت له، فلا ينظر إلى الوراء، بل يتطلّع إلى الأمام، لأنه مرسَل من قِبَل الرب: "كما أرسلني الآب، أرسلكم أنا أيضاً".
وأشار غبطته إلى أنّ الكاهن الجديد يعرف جيداً بمن وضع ثقته، بالرب يسوع، الصديق والمعلّم، وهو سيبذل كلّ جهده كي يكون الرسول والتلميذ والشاهد:
رسول، على غرار الرب يسوع الذي دعا التلاميذ وأرسلهم لينقلوا بشرى الخلاص، وشفيعه مار توما الرسول، وهو المثال له في الرسالة، إذ انطلق إلى بلاد بعيدة، إلى الهند، كما جاء في تقليد كنائسنا السريانية، وسيقوم بنقل البشرى السارّة إلى جميع من سيلتقي بهم هنا في بلجيكا
تلميذ، أمين للرب معلّمه وللكنيسة
شاهد شجاع لأولوية الروح في عالم ينزلق بشكل مخيف في المادّية
ونوّه غبطته إلى أنّ الراعي الصالح للنفوس الموكلة إلى خدمته دُعي ليَخدم لا ليُخدَم، لذا عليه أن يتحلّى بالوداعة والصبر والفطنة كي يدبّر شؤون الرعية والجالية في بلجيكا، ويرافقهم في مسيرتهم نحو الإندماج في المجتمع البلجيكي، مع الأمانة لكنيستهم الشاهدة للمسيح والشهيدة من أجل المسيح.
وذكّر غبطته الحاضرين أنه في رتبة السيامة الكهنوتية بحسب الطقس السرياني الأنطاكي، يغطّي الأسقفُ الراسمُ المرتسمَ ببدلته الحبرية، إشارةً إلى أنه يلد روحياً تلاميذه. كما ينقل الأسقف الراسم نعمة القربان المقدس من المذبح إلى رأس وأعضاء المرتسم، مذكّراً بارتباط سرّ الكهنوت بسرّ الإفخارستيا، لأنّ الكاهن مؤهَّل أن يقيم الذبيحة الإلهية وأن يتناولها هو ويناولها المؤمنين سرّياً.
وختم غبطته موعظته مشيراً إلى أنّ هذه السيامة الكهنوتية تأتي عشيّة أحد بشارة العذراء مريم، أمّنا السماوية، التي قبلت بوداعتها العجيبة، إرادةَ الآب السماوي: "ها أنا أمةٌ للرب، فليكن لي حسب قولك"، متضرّعاً إلى الرب يسوع، بشفاعة أمّه البتول، من أجل الكاهن المرتسم الجديد، كي يسلّم قلبه وذاته كلّياً إلى الرب يسوع الذي اختاره للدعوة الكهنوتية السامية، فيضحي دوماً الرسول الشجاع والتلميذ الأمين والشاهد الحقيقي لمحبّة المسيح في حياته وخدمته على الدوام.
وقبل المناولة، أقام غبطته طقس الرسامة الكهنوتية مرقّياً الشمّاس توما (ديبو) حبّابة إلى درجة الكهنوت المقدس، فتلا عليه التوصية، ثمّ توالت الصلوات والترانيم السريانية، وصلاة وضع اليد، ثمّ صلاة دعوة الروح القدس، حيث غطّى المرتسم الجديد ببدلته الحبرية ناقلاً إليه موهبة الكهنوت، وألبسه الحلّة الكهنوتية وسط فرح الحاضرين والتصفيق والزغاريد.
ثمّ أكمل الكاهن الجديد القداس الإلهي، وألقى كلمة شكر خلالها النعمةَ الإلهيةَ وغبطةَ أبينا البطريرك والأساقفةَ والإكليروسَ وجميعَ الحاضرين، متعهّداً بالطاعة لغبطته والعمل بحسب وصايا الكنيسة وبخدمة كهنوتية ملؤها التفاني والتضحية والوداعة.
وتليت بركة قداسة البابا فرنسيس للكاهن الجديد بهذه المناسبة المباركة.
ثمّ ألقى الوزير تيو فرانكين كلمة هنّأ خلالها الكاهن الجديد، معرباً عن فرحه بالوجود مع الجالية السريانية في بلجيكا، ومؤكّداً ترحاب الدولة والشعب في بلجيكا واحتضانهم للقادمين الجدد من الشرق.
وبعد البركة الختامية، تقبّل الكاهن الجديد التهاني من الحضور جميعاً.
|