ظهر يوم الأربعاء 20 كانون الأول 2017، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد القديس مار اغناطيوس النوراني، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس في الكرسي البطريركي – المتحف – بيروت.
عاون غبطتَه في القداس الأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، بحضور أصحاب السيادة المطارنة: مار ربولا أنطوان بيلوني، ومار فلابيانوس يوسف ملكي، ومار يوحنّا جهاد بطّاح النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، والآباء الخوارنة والكهنة من أبرشية بيروت البطريركية ومن دير الشرفة، والرهبان الأفراميين، والراهبات الأفراميات، وطلاب إكليريكية سيّدة النجاة، والعاملين في الكرسي البطريركي.
بعد الإنجيل المقدس، ارتجل غبطة أبينا البطريرك موعظة روحية تحدّث فيها عن القديس اغناطيوس أحد الآباء الرسوليين المعروفين والمشهورين في حياة الكنيسة، وقد عاش حياةً كهنوتية وأسقفية صالحة، وأعطانا المثال في سيرته النقية، وهو ملفان الكنيسة الجامعة برسائله التعليمية الشهيرة.
ونوّه غبطته إلى أنّ القديس اغناطيوس الذي نال إكليل الشهادة بأمانته المثالية لمعلّمه الإلهي، كان قد تبعه دون خوف، محتملاً الآلام وأنواع الإضطهاد حتى الاستشهاد، ومتمثّلاً به في حمل الصليب، وقرّب ذاته قرباناً على مذبح الشهادة، لبنيان كنيسة أنطاكية التي أضحى راعيها وخادمها الثالث بعد بطرس هامة الرسل وأفوديوس.
وأشار غبطته إلى أنّ اغناطيوس تابع رسالة التعليم وهو يُقاد إلى مذبح الشهادة في روما، إذ لم ينسَ أن يكمل رسالته في رعاية شعب الله، فوجّه رسائله الرعوية ذات الغنى العميق في شرح أسرار الإيمان، عن الإفخارستيا والكهنوت ورباط الروح القدّوس الذي يجمع الرعاة والمؤمنين في نشيد المحبّة كجوقة متناغمة تسبّح يسوع الفادي.
وتأمّل غبطته بقول القديس اغناطيوس في إحدى رسائله "إنني أؤمن أنّ يسوع هو الإله الحقيقي، وبمحبّته أنا أحيا، ولا أخاف أن أقبل السلاسل لأجله، وإنني أذرف الدموع فرحاً لمعانقتي صليبَ ربي يسوع المسيح". وكذلك إعلانه الصريح في رسالة أخرى بكلّ شجاعة: "أتركوني فريسةً للوحوش فهي التي تقودني سريعاً الى الله، وكحبّة حنطة أُطحَن تحت أضراسها لأُخبزَ خبزاً نقيّاً للمسيح".
وشكر غبطته جميع الحاضرين، إذاعتادت البطريركية أن تحتفل بعيد القديس اغناطيوس بقداس عائلي يشارك فيه إكليروس لبنان، من مطارنة وخوارنة وكهنة ورهبان وراهبات وإكليريكيين، مثمّناً خدمتهم الكنسية.
وسأل غبطته اللهَ بشفاعة مار اغناطيوس، أن ينشر سلامه وأمانه في العالم، وبخاصة في الشرق.
وقبل البركة الختامية، أُعلِن المرسوم البطريركي الذي فيه منح غبطته الأب أنطوان حمزو كاهن رعية مار أفرام السرياني والقديسة تريزيا الطفل يسوع في زحلة، إنعام لبس الصليب المقدس والخاتم وترقيته إلى درجة الخوراسقفية، وكذلك ترقية الأباتي حنّا ياكو رئيس دير الشرفة ورئيس الرهبانية الأفرامية الرجالية إلى درجة الخوراسقفية.
في نهاية القداس، منح غبطته البركة الرسولية بذخيرة القديس اغناطيوس المحفوظة في الكنيسة. ثمّ تقدّم الجميع، فنالوا بركة غبطته، مقدّمين له التهاني بهذه المناسبة المباركة، ومتمنّين له العمر المديد، مع الصحة والعافية، هو الراعي الصالح والمدبّر الحكيم.
|