في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد ٢١ كانون الثاني ٢٠١٨، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي على مذبح كنيسة مار أنطونيوس الكبير - جونيه، بمناسبة عيد مار أنطونيوس الكبير أبي الرهبان.
عاون غبطتَه في القداس سيادةُ المطران مار يوحنّا جهاد بطّاح النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، وكاهن الرعية الخوراسقف جوزف شمعي، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، ومعاون كاهن الرعية الأب يوسف درغام.
شارك في القداس عددٌ من الآباء الكهنة، والراهبات الأفراميات، وجمع غفير من المؤمنين من أبناء الرعية والمدينة، يتقدّمهم قائمقام كسروان جوزف منصور، ورئيس بلدية جونيه واتّحاد بلديات كسروان الفتوح جوان حبيش، وعدد من الرسميين وفعاليات المدينة.
في موعظته بعد الإنجيل المقدس، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن القديس مار أنطونيوس الكبير الذي تحتفل بعيده كلّ الكنائس شرقاً وغرباً، وله تعود الرهبانيات في الشرق التي تسمّيه أبا الرهبان، مؤكّداً أنّنا "في لبنان نفتخر بهذا القديس وروحانيته، مع سائر القديسين الذين ذاع صيتهم في لبنان والعالم".
وتطرّق غبطته إلى اللقاء بين يسوع والشاب الغني الذي كان من طبقة المؤمنين الذين يتمسّكون بالشريعة، وهو يدعوه صالحاً، مشيراً إلى أنّ "الأساس بالنسبة لنا هو أنّنا في هذا الشرق سنظلّ نطلق تلك الصرخة أنّ الله يجب أن يكون الأول في حياتنا".
ونوّه غبطته إلى أنه "وإن كان صحيحاً أنّنا نحتاج إلى الخبز اليومي كي نستطيع تأمين المستقبل الأفضل لنا ولعائلاتنا، لكنّ المادّية أخذت تتغلغل في النفوس والقلوب، وكثيرون يقعون في مشاكل عائلية وخلافات ويعادون بعضهم من أجل خلافات فانية. من هنا نجد الحاجة ملحّةً إلى العيش بحسب مقتضيات دعوة الرب يسوع لنا كتلاميذ حقيقيين له يدركون أنه هو الحق والحياة، وهو النور الذي يجب أن ينير حياتنا كلّها، كي نجابه الصعوبات والخلافات حتى في العائلة الواحدة، بروح المحبّة والمسامحة وتجاوُز الخلافات والصعوبات، طالبين ملكوت الله وبرّه أولاً، وكلّ تلك الأشياء تُزاد لنا، على مثال الرهبان الذين أعطونا القدوة بالتكرّس لله".
وأكّد غبطته أنّنا "سنظلّ نحافظ على وجودنا المسيحي في لبنان وفي بلدان الشرق رغم ما نجابهه اليوم من الأزمات، وبخاصة أزمة اقتلاع إخوتنا وأخواتنا من أرضهم الأمّ في العراق وفي سوريا، نحن الذين وضعنا رجاءنا في المسيح"، مشدّداً على أنّنا "لن نتشكّى ولن نتباكى، بل سنبقى ثابتين وراسخين في أرضنا، وسنربّي أولادنا وأحفادنا كي يبنوا المستقبل كما علّمنا آباؤنا وأجدادنا وقدّيسونا من أمثال مار أنطونيوس"، سائلاً الله أن يبارك جميع الحاضرين بشفاعة مار أنطونيوس، فيحافظوا على الثبات في الإيمان والرسوخ في الرجاء وعيش المحبّة بصدق.
وفي الختام، منح غبطة أبينا البطريرك المؤمنين البركة الرسولية. ثمّ استقبل غبطته جميع الحاضرين والمهنّئين بالعيد في صالون الرعية.
|