ظهر يوم الجمعة ٢٣ شباط ٢٠١٨، عقد غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، لقاءً عاماً مع رئيس دير سيّدة Scourmont للآباء الترابيست الأب Damien Debaisieux، وجمهور الدير من الكهنة والإخوة الرهبان، وذلك في قاعة الإجتماعات بالدير، في مدينة Chimay – بلجيكا.
حضر اللقاء سيادةُ المطران مار غريغوريوس بطرس ملكي النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدسة والأردن، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، والأب بيار النادر، والأب توما حبّابة.
خلال اللقاء، وجّه غبطة أبينا البطريرك كلمة إلى رئيس وجمهور الدير، تحدّث فيها عن تاريخ الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، منوّهاً إلى محافظتها على اللغة السريانية الآرامية التي تكلّمها الرب يسوع ووالدته مريم العذراء والرسل، وكذلك أهمّ حواضرها التاريخية وأديرتها عبر العصور.
وتوقّف غبطته عند الواقع الراهن لكنيستنا السريانية الكاثوليكية وانتشارها في بلاد المنشأ في الشرق كما في عالم الإنتشار في الغرب، وتحدّيات الهجرة، ووجوب تأمين الخدمة الروحية والراعوية الضرورية لأبنائنا، وبخاصة في أوروبا.
وتطرّق غبطته بإسهاب إلى ما تعانيه كنيستنا السريانية من تحدّيات مصيرية تهدّد وجودها بسبب الأحوال في العراق وسوريا. فبعد المجازر والإضطهادات في العراق منذ أربع سنوات، وما سبقها من فوضى وتهديدات بحق المسيحيين وسواهم من المكوّنات الدينية الصغيرة، أضحى من الصعب جداً أن يعود أبناؤنا إلى أرضهم في الموصل وسهل نينوى بعد أن اقتُلِعوا منها، وكذلك في سوريا حيث قاربت محنة الحرب والنزاع والإضطهاد سبع سنوات من الفوضى، ممّا سبّب الكثير من الخراب والدمار والكوارث، وبخاصة هجرة الكثيرين من المواطنين.
وأكّد غبطته أننا نحن المسيحيين لا نؤيّد شخصاً أو نظاماً سياسياً معيّناً، وأنّ رعاة الكنيسة مدعوون ليكونوا مثل يوحنّا المعمدان، أي أن يكونوا ذاك الصوت الصارخ في البرية والمنادي بحقيقة إيمانهم بالرب يسوع وما يجري في بلادهم الأمّ في الشرق، وأن يدافعوا عن أرضهم وعائلاتهم.
ونوّه غبطته إلى أنّ المطلوب اليوم هو أن تتوقّف الحروب في سوريا والعراق، وأن يختار السوريون والعراقيون النظام الأصلح لبلادهم، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر ليس بالسهل، إنما يجب الإصرار على أن ينتهي النزاع والحروب، وتمتنع الدول عن التدخّل، ويتوقّف تدفُّق الأسلحة والمحاربين.
وفي ختام كلمته، جدّد غبطة أبينا البطريرك الثقة بالرب يسوع الذي يمنحنا القوّة لنتابع مسيرة الشهادة له في حياتنا رغم كلّ الصعوبات والتحدّيات، مشيراً إلى أننا نستطيع جميعاً أن نُبدِع بالمحبّة المتبادلة فيما بيننا، ومذكّراً أنّ واجبنا الأول هو أن نقول دائماً الحقيقة بالمحبّة.
ثمّ شكر رئيسُ الدير غبطتَه على حضوره وبركته للدير وجمهوره، مثمّناً كلمته الأبوية، ومعرباً عن تضامنه وجمهور الدير واتّحادهم بالصلاة مع غبطته ومع أبناء الكنيسة السريانية شرقاً وغرباً، كي ينهي الرب المحنة في الشرق، وينعم العالم كلّه وبالسلام والأمان.
|