في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد ١٣ أيّار ٢٠١٨، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي على مذبح كنيسة قلب يسوع الأقدس في مقرّ النيابة البطريركية السريانية الكاثوليكية في اسطنبول - تركيا، وخلاله قام غبطته برسامة شمامسة قرّاء وأفودياقونيين لخدمة الرعية في اسطنبول.
عاون غبطتَه في القداس سيادةُ المطران مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي وأمين سرّ السينودس المقدس، وسيادة الخوراسقف أورهان شانلي النائب البطريركي في اسطنبول، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية.
كما حضر القداس سيادة المطران أثيناغوراس ممثّلاً قداسة البطريرك المسكوني برثلماوس بطريرك القسطنطينية للروم الأرثوذكس، والخوري ملكي أقيوز ممثّلاً نيافة المطران مار فيلكسينوس يوسف جتين النائب البطريركي في اسطنبول للسريان الأرثوذكس، والغائب عن هذه المناسبة بداعي السفر. وخدم القداس شمامسة الرعية والجوق المؤلّف من مجموعة من الشبّان والشابّات من النازحين العراقيين في اسطنبول، بحضور ومشاركة جموع غفيرة جداً من المؤمنين من أبناء الرعية.
في موعظته الروحية بعد الإنجيل المقدس، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن وصية الرب يسوع لتلاميذه قبل أن ينطلق إلى الآب السماوي وهي "أحبّوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم، بهذا يعرف العالم أنّكم تلاميذي إن كان لكم حبٌّ بعضكم لبعض".
وتابع غبطته: "نستطيع الإدّعاء أنّنا نحبّ الله، لكنّنا لا نستطيع أن نكذب ونقول إنّنا نحبّ الآخر إن كنّا لا نحبّه فعلاً. فالمحبّة هي التي تميّزنا نحن المعمَّدين كرسل وأتباع الرب. فلا نستطيع أن ندّعي أنّنا رسل الرب إلا إذا كنّا مواظبين على حبّ بعضنا البعض كلّ يوم وكلّ وقت".
وأشار غبطته إلى أنه يمكن أن يكون لدينا اختلافات في الآراء وفي أهداف الحياة، لكن لا يمكننا أن نترك دعوتنا في أن نكون رسل المسيح، منوّهاً إلى أنّ أبناء الرعية كانوا حقيقةً رسل الرب وأتباعه في الأيّام الأخيرة في ماردين وطورعبدين، ومؤكّداً على أنّها كانت مناسبة تاريخية عندما عدنا إلى جذورنا وأصولنا المسيحية السريانية.
وأكّد غبطته أنه "سُررنا كثيراً أن نرى الأرض الأمّ لآبائنا وأجدادنا، لكنّنا تألّمنا جداً عندما عاينّا ما حلّ بكنائسنا وأديرتنا، وكذلك إفراغ تلك المناطق من جماعاتنا وشعبنا"، مشدّداً على أنه "حتى ولو أنّ الرب يسوع صعد إلى السماء، إلا أنّه وعدنا أن يبقى معنا نحن قطيعه وشعبه ورعيته".
وختم غبطته موعظته مجدِّداً الشكر للخوراسقف أورهان ولجنتي اسطنبول وماردين "الذين عملوا بجدّ كي ينجح حجّنا في عودتنا إلى جذورنا في أرض الآباء والأجداد"، ضارعاً إلى الله أن "يوفّقنا جميعاً كي نحيا بالفرح والرجاء والوعد أن نعيش الحبّ بعضنا لبعض على الدوام".
وقبل مناولة الأسرار المقدسة، أقام غبطة أبينا البطريرك طقس الرسامات الشمّاسية الصغرى، فرسم شمّاساً قارئاً هو منير كانكول، وأربعة شمامسة أفودياقونيين هم: فيكتور يوكلِن، أندريه إكينجي، جوزف شانلي، واديب توكوج، لخدمة الرعية في اسطنبول، وذلك في جوّ من الفرح الروحي ووسط التصفيق والزغاريد.
ثمّ ألقى الخوراسقف أورهان شانلي كلمة شكر فيها غبطتَه لقيامه بالزيارة الرسولية إلى ماردين وطورعبدين واسطنبول، شاكراً الأساقفة والحضور جميعاً، خاصاً بالشكر رئيس وأعضاء المجلس الملّي في اسطنبول واللجنة الراعوية في ماردين، على أتعابهم وجهودهم في إعداد الزيارة وتنفيذها، معايداً جميع الأمّهات بعيدهنّ، إذ يصادف هذا اليوم عيد الأمّ في تركيا.
وقبل البركة الختامية، قلّد غبطة أبينا البطريرك السيّد زكي باسيتيمير رئيس المجلس الملّي في اسطنبول ميدالية بابوية من قداسة البابا فرنسيس، تقديراً لجهوده وأتعابه في خدمة الرعية في اسطنبول لسنوات عديدة.
وفي ختام القداس، بارك غبطته المؤمنين بأيقونة العذراء مريم بعد أن صلّى الجميع متشفّعين بها في هذا شهر أيّار المكرَّس لطلب صلاتها وشفاعتها.
وبعد القداس، استقبل غبطته المؤمنين في الباحة الخارجية للكنيسة، فنالوا بركته الأبوية.
|