في تمام الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الأحد ١٠ حزيران ٢٠١٨، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي في كنيسة الصليب المقدس التي تستعملها الرعية السريانية الكاثوليكية في مدينة زاربروكين - ألمانيا.
عاون غبطتَه في القداس سيادةُ المطران مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي وأمين سرّ السينودس المقدس، والأب رامي قبلان الزائر الرسولي في أوروبا، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، والأب كارلو يشوع كاهن الرعية، بمشاركة المونسنيور متياس شميد المسؤول عن الكاثوليك الشرقيين في أبرشية ترير اللاتينية التي إليها تعود هذه المنطقة، والراهب الفرنسيسكاني ابن الكنيسة السريانية الأب فراس لطفي، بحضور ومشاركة جموع غفيرة من المؤمنين من أبناء الإرساليات السريانية في مدن زاربروكين وزارلويس وكوبلنز وترير بألمانيا.
لدى وصول غبطته أمام المدخل الخارجي للكنيسة، استُقبِل من أطفال التعليم المسيحي والمعلّمين والمعلّمات. فرحّبوا بغبطته بباقة من الترانيم، وقدّموا له باقات الورود احتفاءً بزيارته الأبوية.
في موعظته بعد الإنجيل المقدس، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن فرحه بالقدوم "من لبنان حيث مقرّ كرسينا البطريركي"، شاكراً "الأب كارلو يشوع الذي يخدمكم، وقد عيّنّاه خلفاً للأب جوزف الخوري الذي رقد بالرب بعدما بذل الجهود في تأسيس الرعية، وخدمكم بروح الكاهن النشيط والأمين، ونسأل الرب أن يتقبّل نفسه في ملكوته السماوي".
وتابع غبطته: "نحن نعرف الصعوبات والتحدّيات التي تجابهكم اليوم أنتم القادمين من الشرق، فأنتم بشكلٍ عام لم تأتوا إلى هذه البلاد برضاكم، ولكن لأنكم اضطُهِدتم من أجل الرب يسوع"، مشيراً إلى أنّ "مار بولس في رسالته يقول إنّ علينا أن نفتخر بالرب يسوع، فقد كان آباؤنا وأجدادنا متعلّقين بمحبّة الرب يسوع وبالإيمان به، ولم يفتّشوا عن الجاه والترف، فلو كانوا يفكّرون فقط بالعيش على هذه الأرض، لما كنّا بقينا مسيحيين".
ونوّه غبطته إلى ما يقاسيه المؤمنون اليوم من أجل الرب يسوع، مذكّراً أنّ "الكنيسة تؤكّد علينا أن نبقى فخورين بالرب يسوع وأن نحافظ على وديعة الإيمان، فيسوع كان يشفي المرضى ويعطي الطعام ويُشبِع الآلاف لأنه يفيض بالرحمة والحنان والمحبّة، ومهما كانت الصعوبات والتحدّيات التي نعانيها في هذه الحياة، أكنّا كباراً أو صغاراً، إكليروساً أو مؤمنين، يجب أن نكون متيقّنين أنّ يسوع يحبّنا ويتحنّن علينا".
وختم غبطته موعظته طالباً من المؤمنين أن يبقوا دائماً أقوياء بالإيمان، متذكّرين أنّ تلاميذ يسوع الأوّلين كانوا يُعرَفون ويتميّزون بالمحبّة تجاه بعضهم البعض، موجّهاً الجميع كي يبقوا على الدوام شهوداً للمحبّة.
وقبل نهاية القداس، ألقى الأب كارلو يشوع كلمة شكر فيها غبطةَ أبينا البطريرك على زيارته ورعايته الأبوية، شاكراً الإكليروس والمؤمنين على حضورهم ومشاركتكم، وداعياً للجميع بالخير والبركة.
وبعد البركة الختامية، استقبل غبطته المؤمنين في قاعة الكنيسة، فنالوا بركته الأبوية.
|