ظهر يوم الأحد ٢٢ تمّوز ٢٠١٨، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة اختتام المؤتمر العالمي الأول للشباب السرياني الكاثوليكي Syriac Youth International Convention SYIC، وذلك في مكان انعقاد المؤتمر في دير أمّ النور، فيطرون، كسروان، جبل لبنان.
عاون غبطتَه في القداس صاحبا السيادة: مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، ومار برنابا يوسف حبش مطران أبرشية سيّدة النجاة في الولايات المتّحدة الأميركية، بمشاركة أصحاب السيادة: مار أثناسيوس متّي متّوكة، ومار اقليميس يوسف حنّوش مطران أبرشية القاهرة والنائب البطريركي على السودان، ومار يعقوب بهنان هندو رئيس أساقفة الحسكة ونصيبين، ومار باسيليوس جرجس القس موسى الزائر الرسولي في أستراليا ونيوزيلندا، ومار يوحنّا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وكركوك وكوردستان، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي وأمين سرّ السينودس المقدس، ومار يوحنّا جهاد بطّاح النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، ومار فولوس أنطوان ناصيف الأكسرخوس الرسولي في كندا، ومار متياس شارل مراد أسقف الدائرة البطريركية، والأب رامي القبلان الزائر الرسولي في أوروبا، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية.
شارك في القداس أيضاً الآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات والشبّان والشابّات المشاركون في هذا اللقاء الشبابي العالمي السرياني الكاثوليكي والقادمون من لبنان وبلاد الشرق وعالم الإنتشار.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، اعتبر غبطة أبينا البطريرك أنّ "أجمل ما يمكن أن نختم به مؤتمرنا هو القداس الإلهي اليوم الأحد، ونحن نشكر اللجنة المنظّمة التي تعبت كثيراً منذ أشهر كي تهيّئ لنا هذا اللقاء الشبابي في لبنان العزيز على قلوبنا كما كلّ البلاد التي أتينا منها".
وأكّد غبطته "أننا جسدٌ واحدٌ بالرب يسوع، لأنّ الكنيسة هي جسد الرب يسوع، ولأنّ لنا معمودية واحدة ورب واحد هو يسوع"، متوجّهاً إلى الشباب بالقول "أتيتم من بلاد بعيدة وقريبة، وتعتبرون أنّ الرب يسوع جمعكم، لأنه صحيح أنّ هناك مجالات كثيرة علمية أو اجتماعية يلتقي فيها الشباب معاً، لكن لا يمكننا أن نشرح معنى لقائنا معاً اليوم في هذا المؤتمر إلا بالتأكيد على أنّ الرب يسوع هو الذي جمعنا، وهذا الشيء يذكّرنا في حياتنا كلّها أنّ الرب هو الذي يدعونا وهو الذي يجمعنا وهو الذي يرسلنا للعمل والخدمة في كنيسته".
ونوّه غبطته إلى "أنّ كنيستنا هي كنيسة شاهدة وشهيدة، شاهدة للرب يسوع وشهيدة على ممرّ الأجيال، ونحن نشكر الرب يسوع لأننا أولاد وأحفاد أجيال من المؤمنين الذين أعطونا هذا الكنز الكبير الذي هو الإيمان بالرب يسوع، وهم أغنوا العالم بحضارتهم وثقافتهم، ولولاهم لكنّا أضعنا هذا الإيمان، وكنّا في غير مكان، ولم نكن لنلتقي اليوم".
وأشار غبطته إلى أنّ "أغلبيتكم من الجيل الأول من المغتربين والمهجَّرين بسبب الإيمان بالرب يسوع، وصحيح هناك كثيرون تعذّبوا واضطُهِدوا في الشرق، ولكنّ الذين اضطُهِدوا واقتُلِعوا من أرضهم هم المسيحيون بسبب إيمانهم بالرب يسوع، ليس فقط من أجل السلام والرخاء الإقتصادي"، مؤكّداً للشباب أنّ "الكنيسة اليوم تتّكل عليكم أيّها الشبّان والشابّات كي تنطلقوا كما أطلق يسوع التلاميذ بقوله لهم: اذهبوا وبشّروا العالم كلّه"، حاثّاً الشباب أن يبشّروا الناس حيث هم، خاصةً أنهم يحملون "تراثاً غنياً جداً هو تراثنا السرياني، ولغة هي اللغة السريانية التي تكلّمها الرب يسوع ووالدته مريم العذراء والرسل الأولون".
وخلُص غبطته إلى أنّه على الشباب أن يغادروا هذا المؤتمر "فرحين ومملوءين بالرجاء ومتّحدين بالمحبّة، مهما كانت الصعوبات والتحدّيات التي ستواجهونها في طريق حياتكم"، موصياً إيّاهم أن يحملوا "قضية مسيحيي الشرق أمام المسؤولين وأصحاب القرار في العالم، معلنين أمامهم أننا نستحق أن نحيا متمتّعين بحقوقنا الإنسانية، لأننا أولاد أجيال قرّبت حياتها شهادةً للرب يسوع وللإنجيل".
وختم غبطته موعظته متوجّهاً إلى الشباب المشاركين في المؤتمر: "سنبقى معكم بالروح، وسنتابعكم ونشكر القيّمين على رعايتكم الروحية، أكانوا أساقفة أو كهنة أو مرشدين رافقوكم حتى يكونوا معكم الإخوة الكبار والآباء الروحيين، ويعطوكم دائماً نعمة الرجاء بالرب يسوع. ومهما كانت صعوباتنا وتحدّياتنا، فلنتذكّر قول الرب يسوع: ها أنا معكم كلّ الأيّام حتى انقضاء الدهر".
وبعد أن منح غبطة أبينا البطريرك البركة الختامية لجميع الحاضرين والمشاركين في هذا القداس وفي المؤتمر، التقى غبطته بكلّ الوفود المشاركة والقادمة من مختلف البلدان، فنال الجميع البركة الأبوية، وأخذوا الصور التذكارية مع غبطته.
وأعلنت اللجنة المنظّمة التي يشرف عليها الأب جول بطرس، انتهاء هذا المؤتمر العالمي الأول للشباب السرياني الكاثوليكي بنجاح فاق التصوّر، مقدّمةً الشكر الجزيل والإمتنان لغبطته وجميع الآباء والحضور وكلّ الذين تعبوا في الإعداد والتنظيم والتنفيذ، ببركة الرب يسوع الذي كانت يده ترافق هذا العمل التاريخي المميّز والفريد في كنيستنا السريانية الكاثوليكية.
|