صباح يوم الأحد 4 تشرين الثاني 2018، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة أحد تقديس البيعة (الكنيسة)، وهو الأحد الأوّل من السنة الكنسية، في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف، بيروت، وأقام غبطته ذكرى شهداء مذبحة كاتدرائية سيّدة النجاة في بغداد، يعاونه الأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية.
في موعظته بعد الإنجيل المقدس، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن أحد تقديس البيعة، إذ فيه تبدأ السنة الطقسية، والدعوة للمؤمنين "إلى القداسة فردياً وجماعياً، فنحن كلّنا أعضاء في كنيسة مقدسة، وعلينا أن نتقدّس"، مقارناً بين العهد القديم "الذي يحدّثنا عن شعب خاص معيّن اختاره الله كي يأتي منه المخلّص"، والعهد الجديد الذي يُنهي دور هذا الشعب الخاص "بتأسيس الكنيسة التي هي شعب العهد الجديد".
وتطرّق غبطته إلى اعتراف بطرس، زعيم الرسل، بالمسيح أنه "ابن الله الحيّ"، مشدّداً على أنّ هذا الإعتراف نابع من الآب السماوي الذي أوحى لبطرس بذلك، وأنّ الكنيسة ثابتة على مدى الدهور، ولن تستطيع أبواب الجحيم ولا أيّة صعوبات أو تحدّيات أن تقوى وتنتصر عليها.
وندّد غبطته مستنكراً "ما وصل إليه الوضع في لبنان"، معتبراً أنه "عارٌ الإهتراء السياسي الحاصل والتقاعس عن تشكيل حكومة تقوم بمهامها ومسؤولياتها، ممّا يضرّ بالشعب الذي يفتّش عن لقمة العيش، ويؤثّر خاصةً على التزام الشباب بالبقاء في بلدهم والمساهمة في نموّه وتطوّره، هذا البلد الذي كان يُعتبَر دوماً قدوةً لبلدان الشرق الأوسط. فاحتياجات شعبنا اليوم كثيرة جداً، وخاصةً ما يتعلّق بالشؤون المعيشية للمواطنين، من الكهرباء والقطاعات الإقتصادية التي تعاني التردّي إلى درك غير مسبوق، فضلاً عن الفساد المستشري في الإدارات والمؤسّسات العامّة".
وأشار غبطته إلى أنّ "المسؤولية عمّا آل إليه الوضع في لبنان تقع على عاتق الذين وعدوا أن يكون هذا العهد عهد النهضة والإزدهار ومحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين"، منوّهاً إلى أنّ "القول إنّ الحكومة رهنٌ بتدخّلات دولية يجب علينا أن ننفيه ونؤكّد عدم صحّته بالمبادرة بالتشكيل، لأنّ اللبنانيين قادرون أن ينظّموا شؤونهم بمعزل عن كلّ مصلحة طائفية وحزبية وفئوية".
وأكّد غبطته أننا "نحن اليوم في هذه الظروف التي نعيشها في لبنان، يجب أن نصلّي من أجل وطننا حتّى يعرف المسؤولون عنه زمنياً أو سياسياً كيف يقدّمون مثالاً للمنطقة التي نعيش فيها"، سائلاً الله "أن يشفق على هذا البلد ويلهم المسؤولين عنه كي يعيشوا دعوتهم لخدمة البلد بنزاهة، حتّى يظلّ شبابنا متشبّثين ومتجذّرين ببلدنا ولا يهاجرون، وحتّى يحيا المواطنون بحرّية وكرامة إنسانية".
واستذكر غبطته المذبحة المروّعة التي وقعت منذ ثماني سنوات في 31/10/2010 في كاتدرائية سيّدة النجاة السريانية الكاثوليكية في بغداد، وأودت بحياة 47 شهيداً من بينهم كاهنان شابّان، وأكثر من 80 جريحاً، مؤكّداً أنه "مهما كانت الآلام والمعاناة سنبقى نجدّد إيماننا بالرب يسوع الذي بنى كنيسته وجعلها واسطة خلاص وخير لجميع بني البشر".
|