في تمام الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر يوم الأربعاء ٢٨ تشرين الثاني ٢٠١٨، قام غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالمشاركة مع إخوته أصحاب الغبطة بطاركة الشرق الكاثوليك، بزيارة رسمية إلى فخامة رئيس الجمهورية العراقية الدكتور برهم صالح، وذلك في مقرّ فخامته في قصر السلام، في العاصمة العراقية بغداد.
شارك في هذه الزيارة مع غبطة أبينا البطريرك أصحابُ الغبطة والنيافة: الكردينال لويس روفائيل الأول ساكو بطريرك بابل على الكلدان، والكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، وابراهيم اسحق سدراك بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، ويوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، وكريكور بدروس العشرون كبرويان كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك، وسيادة المطران ألبيرتو أورتيغا السفير البابوي في العراق والأردن، وسيادة المطران وليم شومالي ممثّل صاحب السيادة رئيس الأساقفة بيير باتيستا بيتزابللا المدبّر البابوي لكنيسة اللاتين في أورشليم، والأب خليل علوان أمين عام مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك، والأستاذ رعد جليل كجه جي رئيس ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الأخرى في العراق، والدكتورة ثريّا بشعلاني القائمة بأعمال أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط.
بعد الإستقبال والترحيب الحارّ من فخامته، قدّم أصحابُ الغبطة البطاركة التهاني إلى فخامته لانتخابه رئيساً للجمهورية العراقية، ولنجاح زيارته قبل أيّام إلى حاضرة الفاتيكان ومقابلته قداسة البابا فرنسيس، في خطوة تاريخية بالغة الأهمّية تعطي نفحة رجاء للمسيحيين في العراق. وتمنّى أصحاب الغبطة أن تتحقّق في عهد فخامته المواطنة الحقّة التي تقضي باحترام حقوق الإنسان، فيكون الوطن للجميع، بالمساواة في الحقوق والواجبات فيما بينهم.
وتكلّم غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، فشكر فخامتَه على استقباله، وذكّره أنه قبل ثماني سنوات في زيارته الأولى إلى العراق كبطريرك، التقى غبطته برئيس الجمهورية المرحوم الدكتور "المام" جلال طالباني، واستمع منه نوعاً من الإعتذار عمّا كان قد سبّبه الأكراد للمسيحيين في الدولة العثمانية قبل مئة عام من ظلم وتهجير.
وأعرب غبطةُ أبينا البطريرك أمام فخامته عن أمله أن يساهم فخامته خلال عهده الرئاسي بتحقيق نظام الدولة المدنية التي تُحترَم فيها الحرّية الدينية للجميع، وهذا موضوع مهمّ جداً وعظيم الأثر على أبناء شعبنا المسيحي لحثّهم على البقاء في أرضهم في العراق وعدم الهجرة.
قدّم فخامةُ الرئيس الشكرَ للآباء البطاركة على زيارتهم، معتبراً إيّاها بمثابة زيارة دعم لجميع العراقيين الذين يحتاجون إلى مقوّمات العيش الكريم.
وأشار فخامته أنه قدّم دعوة إلى قداسة البابا فرنسيس لزيارة العراق وإقامة قداس في بلدة ابراهيم الخليل، في خطوة تؤكّد على مبدأ العيش الواحد، وتشهد على الحضور المسيحي في بلاد الرافدين.
كما جرى خلال اللقاء تبادُل الآراء حول مواضيع تخص العراق ومنطقة الشرق الأوسط، وعودة المهجَّرين إلى العراق. وتمّ التطرُّق إلى أهمّية قيام الدولة المدنية، والدساتير العربية، وضرورة احترام جميع المواطنين بدون أيّ تمييز.
وفي ختام اللقاء، ودّع فخامتُه زوّارَه أصحابَ الغبطة البطاركة كما استقبلهم بالحفاوة والإكرام.
|