في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الثلاثاء 8 كانون الثاني 2019، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد مار اسطفانوس رئيس الشمامسة وبكر الشهداء. وخلاله، قام غبطته برسامة الإكليريكي الأفودياقون كريم جاك كلش شمّاساً (إنجيلياً) لخدمة الكرسي البطريركي في لبنان، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي في الكرسي البطريركي، المتحف، بيروت.
عاون غبطتَه الأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، والأب ديفد ملكي الكاهن المساعد في رعية مار بهنام وسارة في الفنار. وشارك في هذه المناسبة أصحاب السيادة المطارنة الأحبار الأجلاء: مار ربولا أنطوان بيلوني، ومار يوحنّا جهاد بطّاح النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، والذي اتّخذه الشمّاس المرتسم عرّاباً لرسامته الشمّاسية، ومار متياس شارل مراد أسقف الدائرة البطريركية، والآباء الخوارنة والكهنة في أبرشية بيروت ودير الشرفة، وعدد من الكهنة والشمامسة القادمين من أبرشية حمص ومن العراق، والرهبان الأفراميون، والراهبات الأفراميات، والطلاب الإكليريكيون، وجموع من المؤمنين، وفي مقدّمتهم أهل الشمّاس الجديد.
في موعظته بعد الإنجيل المقدس، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن القديس اسطفانوس رئيس الشمامسة وبكر الشهداء، فأشار غبطته إلى "أنّ الرسل اختاروا سبعة شمامسة لكي يقوموا بخدمة الأرامل في الجماعة المسيحية الأولى، ومار اسطفانوس كان أوّلهم وكبيرهم، ولكن سمح الله أن يدعوه للتضحية الكبرى أي الشهادة"، منوّهاً إلى "أنّ اسطفانوس كان ممتلئاً بالحكمة وبمعرفة تفاسير الكتاب المقدس والتدبير الخلاصي الذي تمّمه الرب يسوع، وأنّه أصبح شهيداً بعدما سمع دعوة الرب يسوع للخدمة، وتبعه حتّى الإستشهاد".
وأكّد غبطته أنّ "الشمّاس هو خادم، وهو الذي يتبع الرب يسوع القائل: ما جئتُ لأُخدَم بل لأَخدُم، فالسير نحو الرب يسوع لا يكتمل إلا بالتضحية حتى بذل الذات، ويسوع نفسه قال: ما من حبٍّ أعظم من هذا، أن يبذل الإنسان ذاته عن أحبّائه".
ونوّه غبطته إلى "أننا جئنا اليوم كي نرسم الأفودياقون كريم كلش شمّاساً (إنجيلياً)، والشمّاسية هي أولى درجات سرّ الكهنوت المقدس"، متطرّقاً إلى سيرة الشمّاس الجديد الذي "تابع دروسه وعلومه ورياضاته الروحية وتنشئته الكهنوتية في إكليريكية دير الشرفة، وكلّنا نعرفه، وبخاصة الكهنة والمرافقون والإكليريكيون الذين يسعون كي يكملوا دعوتهم على مثال كريم"، مؤكّداً أنّ "كريم يعرف بنعمة الرب أنّ الشمّاسية هي الخدمة للكنيسة باسم الرب يسوع وعلى مثال الرب يسوع، وهو يعرف بمن وضع رجاءه، أي بالرب يسوع".
وأردف غبطته: "نحن بشر ضعفاء، لا يمكننا أن نتّكل فقط على ذواتنا وقوانا وإمكانياتنا البشرية، لكن يجب أن نرجع دائماً إلى الرب يسوع طالبين منه أن يقوّينا حتّى نكون أمناء له باتّباعنا إيّاه في درب الخدمة الشمّاسية وسعياً للخدمة الكهنوتية التي دعاه الرب إليها".
وفي ختام موعظته، دعا غبطته الجميع كي "نصلّي كلّنا من أجل الشمّاس كريم حتّى يكون حقيقةً مثالاً للذين يتقدّمون على مثال اسطفانوس للخدمة في الكنيسة، دون أن يوفّروا أيّ شيء حتّى التضحية بالذات"، مقدّماً التهنئة له ولأهله وذويه وكلّ الذين عرفوه وأبناء رعيته الأمّ في قطنا بريف دمشق، موصياً إيّاه أن يكون دائماً الخادم الأمين الذي يمجّد اسم الرب يسوع ويعمل بوصاياه على الدوام، مقتدياً بأمّنا مريم العذراء سيّدة النجاة، وبالقديس اسطفانوس، حتّى "تفرح كنيستنا بهؤلاء المدعوين الذي يقدّمون ذواتهم بالتكرّس للكهنوت المقدس".
وقبل المناولة، أقام غبطة أبينا البطريرك رتبة الرسامة الشمّاسية، فوجّه للمرتسم الأسئلة التي أجاب عنها مجاهراً بإيمانه وواضعاً يده على الإنجيل والصليب. ثمّ توالت الصلوات والترانيم بحسب الطقس السرياني الأنطاكي. وتلا غبطته صلاة دعوة الروح القدس، ثمّ وضع يمينه على هامة الأفودياقون كريم كلش ورسمه شمّاساً، وألبسه هرّار الشمّاسية، ليطوف به الشمّاس الجديد حاملاً المبخرة في زيّاح وسط التصفيق والتهليل والفرح الروحي الذي عمّ جميع الحاضرين.
وفي نهاية القداس، ألقى الشمّاس الجديد كريم كلش كلمةً استهلّها بشعاره "دعوتُك باسمك، أنت لي" (أشعيا 43: 1)، وجّه خلالها الشكر للعناية الإلهية ولغبطة أبينا البطريرك على محبّته ورعايته الأبوية وتوجيهاته وإرشاداته، وكذلك للأساقفة والإكليروس وجميع الحاضرين والأهل والأقرباء، خاصةً أولئك الذين لم يتمكّنوا من الحضور من أبناء رعيته الأمّ في بلدة قطنا بريف دمشق، طالباً من الجميع أن يصلّوا من أجله كي يكون أميناً على دعوته وخدمته.
وبعد البركة الختامية، تقبّل الشمّاس الجديد وأهله التهاني من الحضور جميعاً. ألف مبروك.
|