البطريرك يونان للشبّان والشابّات المشاركين في اللقاء: "أنتم حاضر الكنيسة وليس فقط مستقبلها، وأنتم أعضاء حيّة فيها"
يوم الجمعة ٥ تمّوز ٢٠١٩، وفي فترة قبل الظهر، شارك غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، في اجتماعات اليوم الرابع من اللقاء الأول لشبيبة سوريا السريانية الكاثوليكية، والمنعقد في دير مار توما، صيدنايا، ريف دمشق، تحت عنوان "فيك رجائي".
ترأس غبطته صلاة الصباح والقداس الإلهي، ثمّ شارك في حلقات الحوار (ورشات العمل) التي تمحورت حول موضوع "رجاء وبناء". فالتقى غبطته المجموعات الشبابية التي لم يكن قد التقاها بعد، وتحاور مع الشباب، إذ كان غبطته قد التقى المجموعات الأخرى في اليوم الثاني من اللقاء.
وفي أحاديثه خلال حلقات الحوار، لفت غبطته إلى أنّ "هذا اللقاء هو بمثابة لقاء الأب مع أبنائه وبناته بالروح"، وأنّ "الشبّان والشابّات هم حاضر الكنيسة وليس فقط مستقبلها، وهم أعضاء حيّة فيها"، وأنّ "الكنيسة جمعَتْنا كي نلتقي ونتعرّف على بعضنا، ونحن نشكّل الكنيسة التي هي جماعة المؤمنين، ولكلّ واحد منّا دوره مهما كان صغيراً أو كبيراً".
وشدّد غبطته على أهمّية "التجذّر في أرضنا مهما كانت الصعوبات والمخاطر والتحدّيات، فنحن لدينا رسالة في هذا البلد، وهي أن نشهد للمسيح الذي هو المحبّة والسلام والحنان، وهو يقبل جميع الناس على اختلاف تنوّعهم"، مشيراً إلى ضرورة "أن نعيش حياتنا حيث أرادنا الرب، فنعطي للأجيال القادمة تلك الرؤيا أنّ الرب دعانا أينما كنّا ومهما كانت ثقافتنا وأعمالنا. دعوتنا في هذا البلد نعيشها باتّحادنا بالرب يسوع الذي يكشفها لنا يوماً بعد يوم. ونحن نشهد للرب يسوع ونقدّم الرسالة للذين سيأتون بعدنا ونعطيهم الرجاء مهما كانت ظروف حياتنا".
واعتبر غبطته "أننا نحن أبناء الكنيسة السريانية التي تؤدّي رسالة الخدمة والتعليم والتقديس في هذا الظرف التاريخي، ويجب أن تكون على مستوى رسالتها في العصر الذي تعيش فيه"، منوّهاً إلى أنّه "في القرون الثلاثة الأولى للمسيحية، قدّمت الكنيسة الشهداء من دون شرط أو انقسام، وكان المسيحيون يعيشون الاتّحاد مع الرب ومع بعضهم. واليوم في القرن الحادي والعشرين نتذكّر هذا الإيمان الذي حملته لنا الكنيسة التي هي عروس المسيح، وهي في الوقت عينه مكوَّنة أيضاً من بشر لهم أخطاؤهم وضعفهم البشري، من هنا علينا أن نعمل لنعكس صورة المسيح للذين نلتقيهم".
وأكّد غبطته أنّ "للشباب دور أساسي في بناء الكنيسة بمعرفة عيش الدعوة المسيحية أينما كنّا، وهذا البناء هو بناء شخصيتنا كي نكون راضين عن أنفسنا ونقبل ذواتنا كما نحن، فالرب يسوع منحنا الكثير من المواهب، وعلينا الانفتاح على الآخرين بالتضحية. والشباب يتميّزون بالرغبة في تحقيق الآمال والطموحات، وعلينا أن نكون فاعلين في الكنيسة، فنقدّم الخدمة التي تحتاج إليها الكنيسة على أساس الإتّكال على الله والثقة به وبالنفس".
وتحدّث غبطته عن موضوع الإنتماء، فقال: "إنّ الإنتماء هامٌّ جداً، الإنتماء إلى وطن له حضارته وتاريخه، والإنتماء إلى كنيسة لها تاريخها وروحانيتها وهويتها. نحن السريان ننتمي إلى كنيسة رسولية هي الأقرب إلى الرب يسوع وأمّه مريم العذراء والرسل، لأنّهم كانوا يتكلّمون اللغة الآرامية السريانية، ولا يجب أن نستحي أبداً بهذا الإنتماء".
وأشار غبطته إلى أنّ "التعرّف إلى كنيستنا يتمّ بطرق وأساليب كثيرة، في الرعية من خلال اللقاءات، بحسب خصوصية كلّ رعية، وهذا يكون من خلال الكنيسة الرسمية أي طغمة الإكليروس، ومن خلال الكنيسة الفعلية التي هي جماعة المؤمنين".
ونوّه غبطته إلى أنّ "الدعوة المسيحية تنبع من قِبَل الشخص، ويجسّدها في الحركات الرسولية. وكشباب نشعر بمسؤوليتنا في الرعية، فنأخذ المبادرة مهما كانت الصعوبات ونقاط الضعف. وفي حال عدم النجاح، فلا يجب أن نشعر بالفشل فنستسلم لليأس، بل علينا أن نبقى مشاركين في حياة الكنيسة".
وأوصى غبطته الشبيبة قائلاً: "إنطلِقوا للرسالة ونشر كلمة الرب في أبرشياتكم ورعاياكم بما تتحلّون به من حماس واندفاع. برهِنوا على تعلُّقكم بالرب يسوع وبانتمائكم إلى الكنيسة. أُشعُروا بدوركم في الكنيسة وقوموا به، فتنمو الكنيسة وتزدهر ويرتفع شأنها".
كما استمع غبطته إلى مداخلات من عدد من الشبّان والشابّات، تضمّنت مشاركات وأفكاراً وخبرات وأسئلة وجّهوها إلى غبطته، فأجاب عليها غبطته بما عهده فيه الجميع من روح أبوّة ومحبّة واحتضان.
شارك في فعاليات هذا اليوم صاحبا السيادة مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب والمدبّر البطريركي لأبرشية الحسكة ونصيبين، ومار يوحنّا جهاد بطّاح المنتخَب رئيساً لأساقفة أبرشية دمشق، وعدد من الآباء الكهنة من أبرشيات سوريا الأربع، والأب جول بطرس منسّق اللقاء. وقد رافق غبطتَه من لبنان للمشاركة في اللقاء الأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش.
وشارك أيضاً في اللقاء شبّان وشابّات يمثّلون الأبرشيات الأربع في سوريا ووفد قادم من أبرشية لبنان البطريركية.
|