في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم السبت ١٤ أيلول ٢٠١٩، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد الصليب المقدس، وذلك على مذبح كنيسة مريم العذراء في الوكالة البطريركية السريانية – روما.
عاون غبطتَه في القداس الخوراسقف جورج مصري المعتمَد البطريركي لدى الكرسي الرسولي، والأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، بحضور ومشاركة عدد من الآباء الكهنة السريان القادمين من بلاد شتّى، وعدد من المؤمنين القادمين حديثاً إلى إيطاليا من سوريا والعراق.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن "عيد الصليب المقدس الذي يذكّرنا باكتشاف خشبة الصليب ببادرة من القديسة هيلانة والدة الملك قسطنطين في القرن الرابع، وباسترداد خشبة الصليب في أوائل القرن السابع من بلاد الفرس"، مشيراً إلى أنّ "هذا العيد هو عيد مهمّ جداً في الكنيسة الجامعة بأسرها شرقاً وغرباً، فخشبة الصليب هي الخشبة المقدسة التي عليها فدانا يسوع وفدى البشرية جمعاء".
ونوّه غبطته إلى "أننا نلتقي معكم في هذا العيد بفرح حول مذبح الرب بهذه العاطفة وهذه الفضيلة، فضيلة الرجاء أننا بالرغم من كلّ ما أصابنا وممّا يحلّ بمسيحيي الشرق من مآسٍ ونكبات، سنظلّ شعب الرجاء كما علّمنا الرب يسوع الذي ذكّرنا بأنّ من يريد أن يتبعه عليه أن يتذكّر أنّ الطريق ليس مزروعاً بالورود والرياحين والأزهار، إنّما يجب عليه أن يحمل صليبه على كتفه ويسير وراء الرب يسوع".
وتأمّل غبطته بكلمة رسول الأمم مار بولس: "إننا نبشّر بالمسيح مصلوباً، فالصليب بالنسبة لليهود هو شكّ، وبالنسبة لليونانيين أي الأوثان غير المؤمنين هو حماقة وجهالة، لكنّنا سنبقى نحمل صليب يسوع على أكتافنا قبل أن نضعه على صدورنا، ونبشّر به لأنّنا بصليب يسوع نلنا الخلاص".
وتطرّق غبطته إلى أوضاع القادمين من بلاد الشرق حيث لا يقدر المسيحيون في كثير من هذه البلدان أنّ يعبّروا عن إيمانهم بالمسيح وافتخارهم بالصليب، مؤكّداً "أنّ افتخارنا نحن المؤمنين بالرب يسوع هو أنّ ابن الله بالذات يقبل على نفسه أن يُقاد إلى الموت ويُعلَّق على خشبة، لكنّنا سنتابع البشارة بصليب يسوع، لأنّ هذا الصليب هو بذل الذات بأسمى عمل محبّة، إذ به خلَّصنا يسوع وخلَّص البشرية برمّتها".
وختم غبطته موعظته سائلاً "الرب يسوع أن يقوّي فينا نعمة الإيمان بقوّة الصليب المقدس والإفتخار به، إذ ليس فقط رمزاً، بل هو علامة حيّة للمحبّة الحقيقية وبذل الذات ولخلاصنا جميعاً، بشفاعة أمّنا مريم العذراء التي هي الأمّ الحنونة والمحامية والمدافعة عنّا أينما كنّا، هنا وفي بلاد الشرق".
وبعدما منح غبطة أبينا البطريرك البركة الختامية، استقبل الكهنةَ والمؤمنين في باحة الوكالة البطريركية، فنالوا بركته الأبوية واستمعوا إلى إرشاداته وتوجيهاته، وأخذوا معه الصور التذكارية.
|