في تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الأحد ٢٩ أيلول ٢٠١٩، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقدّاس الإلهي على مذبح كنيسة دير سيّدة النجاة – الشرفة، درعون – حريصا، لبنان، وخلاله قام غبطته برسامة الإكليريكي جيمي سركك شمّاساً إنجيلياً لخدمة النيابة البطريركية في تركيا.
عاون غبطتَه في القدّاس والرسامة الأب سعيد مسّوح نائب المدير والقيّم في إكليريكية دير الشرفة، والأب روني موميكا أمين السرّ المساعد في البطريركية، بحضور ومشاركة أصحاب السيادة المطارنة: مار أثناسيوس متّي متّوكة، مار ربولا أنطوان بيلوني، ومار فلابيانوس يوسف ملكي، والآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة في دير الشرفة، والرهبان الأفراميين، والراهبات الأفراميات، والإكليريكيين، وجمع من المؤمنين من بينهم عائلة المرتسم وأهله وأقرباؤه وأصدقاء وأحبّاء قدموا من تركيا وسوريا والعراق خصّيصاً للمشاركة في هذه المناسبة. واتّخذ الشمّاس المرتسم عرّاباً له هو الأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية.
في موعظته بعد الإنجيل المقدس، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن فرحه "بالاحتفال بالذبيحة الإلهية ورسامة الإكليريكي جيمي سركك شمّاساً إنجيلياً لخدمة الكنيسة في تركيا (اسطنبول، ماردين، اسكندرون)، وفي كلّ مكان يتواجد فيه أبناء كنيستنا السريانية".
وتكلّم غبطته عن "الشمّاس الجديد جيمي الذي كان طالباً إكليريكياً في إكليريكية سيّدة النجاة البطريركية، وتابع دروسه اللاهوتية في جامعة الروح القدس – الكسليك ومعهد القديس بولس – حريصا، ونحن نفرح أن يحضر معنا الشمّاس الأفودياقون منير أشكارديش (حجّامي) ممثّلاً رعية اسطنبول، ووالدة الشمّاس وزوجته والأهل الذين حضروا ليشاركونا فرحة هذه السيامة".
وأوصى غبطته الشمّاس المرتسم أن يكون "خادماً صالحاً للكنيسة باسم المسيح"، مشيراً إلى أنّ "درجة الشمّاسية هي أولى درجات الكهنوت، وفي السريانية كلمة الشمّاس تعني الخادم المؤهَّل لخدمة الكنيسة ومذبح الرب، والذي يساعد الكاهن في تربية الصغار ومرافقة الشباب، وفي زيارة المرضى وسائر متطلّبات الخدمة في الرعية"، منوّهاً إلى أنّ "الكنيسة تحتاج الخدمة الصالحة أكثر من أيّ وقت مضى، لأنّ الأنانية والفردية تسيطران على عقول الناس".
وأكّد غبطته أنّ "على الشمّاس أن يقوم بالخدمة بمجّانية: يساعد، يرافق، يصلّي ويعاون الكاهن في ترتيب أمور الكنيسة، مقتدياً بالرب يسوع الذي يعلّمنا كيف تتمّ الخدمة بالتضحية، إذ طلب منّا أن نكون مثل حبّة الحنطة، والحبّة لا تعطي ثمراً ما لم تمت في الأرض، هذا الثمر الذي هو الخبز للطعام، وقد استعمله الرب يسوع ليتحوّل إلى جسده في ذبيحة القداس"، مشدّداً على "أنّنا نفهم معنى هذه التضحية عندما ننظر إلى صليب المسيح يسوع الذي ضحّى بذاته، وهو القائل: ليس أفضل من أن يضحّي الإنسان بذاته أي يبذل ذاته، فيسوع بذل ذاته على الصليب، واليوم نحن نعيش زمن الصليب، ونتأمّل بهذا السرّ العظيم الذي تمّمه يسوع بتضحيته وبذل ذاته من أجل فدائنا".
وفي ختام موعظته، هنّأ غبطته الشمّاس جيمي، مصلّياً من أجله "كي يكون مثالاً للخدّام الأمناء، ومثالاً للشباب كي ينظروا إليه ويقتدوا بفضائله، ومثالاً للرعايا التي سيقوم بخدمتها في المستقبل"، مشيراً إلى أنّ "سيامته الكهنوتية ستتمّ في تركيا في العام المقبل إن شاء الله، ممّا يبعث فينا الرجاء أنّ كنيستنا في تركيا تعيش الإيمان والرجاء رغم قلّة عددنا"، مهنّئاً أيضاً زوجة الشمّاس ووالدته والأهل والأصدقاء، وخاصّاً بالذكر الخوراسقف أورهان شانلي النائب البطريركي في تركيا، طالباً من الجميع أن يصلّوا من أجل الشمّاس الجديد كي يبارك الرب خدمته، بشفاعة أمّنا مريم العذراء سيّدة النجاة وجميع القديسين والشهداء".
وقبل مناولة الأسرار، قام غبطة أبينا البطريرك برسامة الإكليريكي جيمي سركك شمّاساً إنجيلياً. فتلا غبطته التوصية، وتعهّد المرتسم مُقِرّاً بالإيمان والطاعة لرؤسائه الروحيين، واضعاً يده على الصليب والإنجيل.
ثمّ توالت الصلوات والترانيم، فتلا غبطته صلاة وضع اليد وصلاة استدعاء الروح القدس. وألبس غبطته المرتسم الجديد هرّار الشمّاسية، في جوّ من الفرح الروحي والتصفيق والزغاريد.
بعدئذٍ طاف الشمّاس الجديد في زياح داخل الكنيسة، ليناول بعدها المؤمنين القربان المقدس.
وقبل نهاية القدّاس، ألقى الشمّاس الجديد جيمي سركك كلمة شكر فيها العناية الإلهية، وغبطةَ أبينا البطريرك، والأساقفة، والإكليروس، وأهله وذويه، سائلاً الجميع أن يصلّوا من أجله كي يبارك الله خدمته لما فيه خلاص نفسه وخير الكنيسة.
وبعد أن منح غبطته البركة الختامية، تقبّل الشمّاس الجديد التهاني في باحة الدير.
|