في تمام الساعة الخامسة والنصف من مساء يوم الأحد ٦ تشرين الأول ٢٠١٩، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي في كنيسة Saint Jacques du Haut Pas، في العاصمة الفرنسية باريس. وخلال القداس، قام غبطته برسامة الأب إيلي وردة كاهن رعية مار أفرام السرياني في باريس خوراسقفاً.
عاون غبطتَه في القداس والرسامة صاحبا السيادة مار ربولا أنطوان بيلوني، ومار متياس شارل مراد مطران الدائرة البطريركية، والأب رامي قبلان الزائر الرسولي في أوروبا، والأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية.
شارك في القداس والرسامة أصحاب السيادة المطارنة من الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية: جان تيروز، جورج أسادوريان المعاون البطريركي، والياس يغيايان مطران فرنسا، والأب Thierry Laurant القائم بأعمال السفارة البابوية في فرنسا، والأرشمندريت شربل معلوف الرئيس العام الجديد للرهبانية الباسيلية الشويرية، وعدد من الآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة من كنيستنا السريانية ومن الكنائس الشقيقة، وجموع غفيرة من المؤمنين من رعية مار أفرام في باريس ومن كلّ الإرساليات السريانية في مختلف المدن والمحافظات الفرنسية.
كما حضر هذه المناسبة السيّد Jean-Christophe Peaucelle السفير المستشار للشؤون الدينية في وزارة الخارجية الفرنسية، والقنصل اللبناني في فرنسا السيّدة لارا ضوّ ممثّلةً السفير اللبناني في فرنسا رامي عدوان الغائب عن فرنسا بداعي السفر، وعدد من رؤساء البلديات في باريس، ووفد منظّمة فرسان مالطا، و Saint EjidioوAnjou-Liban، ونخبة من المدعوين، ووالدة الخوارسقف المرتسم والأهل والأصدقاء والمحبّين الكثر.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، نوّه غبطة أبينا البطريرك إلى أنّنا "نجتمع اليوم للاحتفال بالقداس وترقية الأب إيلي وردة إلى درجة الخوراسقف، وقد جئتم من أماكن عديدة من فرنسا ولبنان وسوريا والولايات المتّحدة الأميركية وسواها. وكنّا نتمنّى أن يكون معنا سيادة أخينا الحبر الجليل مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد، لكنّه اضطرّ أن يغادرنا في اللحظة الأخيرة ليعود إلى بغداد بسبب الأوضاع الراهنة المتأزّمة هناك في بغداد ومدن أخرى من العراق"، شاكراً جميع الحاضرين من أساقفة وكهنة وعلمانيين.
وتحدّث غبطته عن الخدمة الكنسية وصفات الخادم، متوقّفاً بإسهاب عند خدمة الأب إيلي وردة ومحبّته وشفافيته ولطفه وما تركه من بصمات إيجابية وروح طيّبة في جميع الرعايا والإرساليات التي خدمها في فرنسا، خاصّةً رعية مار أفرام السرياني في باريس، إذ "خدم الجميع واهتمّ بنشر البشارة والاعتناء بالمؤمنين، وبخاصّة القادمين الجدد منذ الاعتداء الإرهابي على كاتدرائيتنا، كاتدرائية سيّدة النجاة في بغداد عام ٢٠١٠، وكلّ ذلك جعله مكرَّماً ومحترماً من جميع الذين خدمهم وعمل معهم، لذا أرادت الكنيسة أن تكرّمه بهذه الرسامة، وهو جنديّ المسيح بالحقيقة والمحبّة".
وشكر غبطتُه الخوراسقفَ باسكال كولنيش "الذي يتفانى في خدمة المسيحيين المشرقيين في فرنسا، ويساعدهم ويشجّعهم، وهو الأخ والصديق للجميع، وبخاصة لكنيستنا السريانية، والأب والسند للأب إيلي وردة".
وهنّأ غبطته الأب إيلي وردة برتبة الخوراسقفية، مهنّئاً معه والدته وجميع الأهل والأقارب والأصدقاء الكثر والمؤمنين الحاضرين، ضارعاً إلى الرب يسوع "كي يبارك الخوراسقف الجديد إيلي، فلا تكون هذه الرسامة مجرّد تكريم، إنّما نعمة معطاة له ليضحي المثال بالوداعة والمحبّة والأخوّة والصبر والخدمة المتفانية".
وختم غبطته موعظته سائلاً الرب "أن يباركنا جميعاً، ويذكِّرنا أن نكون دائماً الخدّام الأمناء له ولكنيسته مهما كانت خدمتنا ومنصبنا في الكنيسة، لأنّنا سنُحاسَب في النهاية على خدمتنا للكنيسة وليس على المراتب التي قد نصل إليها".
وقبل المناولة، ترأس غبطة أبينا البطريرك رتبة الرسامة الخوراسقفية، رقّى خلالها الأب إيلي وردة كاهن رعية مار أفرام السرياني في باريس، إلى درجة الخوراسقف، وألبسه الصليب والخاتم، وسلّمه العكّاز الأبوي فبارك به المؤمنين. وكان المرتسم الجديد قد اتّخذ عرّاباً له هو الخوراسقف باسكال كولنيش رئيس جمعية Œuvre d’Orient (عمل المشرق) والمسؤول عن الرعايا والإرساليات الكاثوليكية الشرقية في أبرشيات فرنسا الكاثوليكية.
وكان غبطته قد قدّم هدية تذكارية إلى الخوراسقف باسكال كولنيش، هي لوحة تتضمّن الصلاة الربّانية والسلام الملائكي باللغة السريانية، عربون محبّة وشكر وتقدير على كلّ ما قام ويقوم به لخدمة مسيحيي الشرق عامّةً، وكنيستنا السريانية بشكل خاص.
وألقى الخوراسقف كولنيش كلمة عبّر فيها عن شكره لغبطته لقيامه بهذه الرسامة، مثنياً على كلّ ما يقوم به غبطته من أعمال في سبيل تعزيز تجذُّر مسيحيي الشرق بأرضهم وتأمين خدمتهم حيثما حلّوا شرقاً وغرباً، ومجدِّداً التأكيد على الاستمرار ببذل كلّ الجهود الممكنة لمساندة مسيحيي الشرق ودعمهم. وقدّم التهنئة للخوراسقف الجديد إيلي وردة، معرباً عن محبّته له واعتزازه به.
وقبل البركة الختامية، ألقى الخوراسقف الجديد إيلي وردة كلمة استهلّها بآية نشيد مريم: "تعظّم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلّصي، لأنّه نظر إلى تواضُع أمته"، وشكر فيها العنايةَ الإلهيةَ وغبطةَ أبينا البطريرك والأساقفةَ والخوارنةَ والكهنةَ وجميعَ الحضور، وبخاصة والدتَه والأهلَ والأقاربَ، متعهّداً بمتابعة الخدمة بروح التفاني والتجرّد لما فيه خير الكنيسة في فرنسا وخلاص نفوس المؤمنين الموكَلين إلى رعايته الروحية والراعوية.
وبعد القداس، تقبّل الخوراسقف الجديد إيلي وردة التهاني من الحضور جميعاً في جوّ من الفرح الروحي. ألف مبروك.
|