البطريرك يونان: "نثني على هذا الحراك الشعبي المحقّ والعادل، ونناشد ضمائر المسؤولين، إن بقي هناك ضميرٌ في دنيا النفاق هذه، أن يكونوا على قدر المسؤولية التي أُوكِلت إليهم"

    في تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الأحد ٢٠ تشرين الأول ٢٠١٩، ترأّس غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، القداس الإلهي على مذبح الكابيلا التاريخية في مقرّ الكرسي البطريركي في دير سيّدة النجاة - الشرفة، درعون - حريصا، لبنان.

وألقى غبطته كلمة تناول فيها الأوضاع الراهنة والأزمة الأخيرة في لبنان، وقال فيها:

    "نصلّي اليوم من أجل لبنان الذي يمرّ بأيّامٍ صعبةٍ وعصيبةٍ، حيث يشهد تظاهراتٍ شعبيةً غير مسبوقةٍ تندّد بالوضع الحالي في البلاد وبما وصل إليه المواطنون من بطالةٍ، وجوعٍ، وعدم توفُّر أدنى مقوّمات العيش الكريم، اقتصادياً واجتماعياً".

    وتابع غبطته: "إنّنا نؤيّد الشعب اللبناني الأبيّ في مطالبه، ونرفع الصوت معه، بكلّ فئاته وأطيافه، كرعاةٍ كنسيين يهمّهم قبل كلّ شيءٍ خير النفوس والمؤمنين وأبناء الوطن جميعاً، ونتوجّه إلى المسؤولين عن شؤون البلاد كي ينصتوا إلى صوت الشعب، فيقوموا على الفور بالإصلاحات الضرورية والأساسية، من مكافحة الفساد، ومحاسبة الفاسدين، وإنهاء سرقة المال العام، وإيقاف الهدر في مرافق الدولة، والإمتناع عن فرض أيّ زيادةٍ على الضرائب أو ضرائب جديدة، وتأمين حاجات المواطنين الأساسية ومتطلّبات عيشهم الكريم ومسكنهم اللائق، لتعود إلى المواطنين الثقةُ التي فقدوها بوطنهم وبالمسؤولين فيه".

    وأردف غبطته: "وفيما نثني على هذا الحراك الشعبي المحقّ والعادل، نناشد ضمائر المسؤولين، إن بقي هناك ضميرٌ في دنيا النفاق هذه، أن يكونوا على قدر المسؤولية التي أُوكِلت إليهم. وندعو إلى أن تكون هذه المظاهرات الشعبية سلميةً وحضاريةً، بعيدةً كلّ البعد عن أيّ شعاراتٍ مسيئةٍ أو تعدّياتٍ على أشخاصٍ مدنيين أو عسكريين أو أملاكٍ عامّةٍ وخاصّة".

    وختم غبطته كلمته قائلاً: "نسأل الله أن يلهم المسؤولين سبيل الخروج من هذه الأزمة الراهنة، وتنفيذ مطالب الشعب، ليعود إلى لبنان سلامه وأمانه وازدهاره، وإلى مواطنيه الطمأنينة والاستقرار والعيش الكريم، بشفاعة أمّنا مريم العذراء سيّدة لبنان، وجميع القديسين والشهداء".

    هذا وقد احتفل بالقداس الأباتي حنّا ياكو رئيس دير الشرفة، بحضور ومشاركة صاحبي السيادة مار أثناسيوس متّي متّوكة، ومار ربولا أنطوان بيلوني، وكهنة الدائرة البطريركية، وطلاب إكليريكية دير الشرفة ومؤمنين.