قبل ظهر يوم الثلاثاء 29 تشرين الأول 2019، شارك غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، في مؤتمر صحافي في مقرّ وزارة الخارجية الهنغارية في العاصمة بودابست.
كما شارك في المؤتمر أصحاب القداسة والغبطة: مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، ويوحنّا العاشر اليازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، ويوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك.
كما شارك معالي وزير الخارجية والتجارة في هنغاريا Peter SZIJARTO، والسيّد Tristan AZBEJ سكرتير الدولة الهنغارية لشؤون مساعدة المسيحيين المضطهَدين.
تحدّث غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث بإسهاب عن الأوضاع العامّة في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من حالة صعبة جداً وعصيبة جراء الأحداث الراهنة من أعمال العنف والتطرّف والإرهاب والاضطهادات والمعاناة التي يتعرّض لها مسيحيو الشرق، متوقّفاً بصورة خاصّة عند الأوضاع الراهنة في لبنان وسوريا والعراق، ومؤكّداً أنّ الوجود المسيحي ضرورة في الشرق، وأنّ المسيحيين ليسوا مستورَدين، بل هم المكوّن الأصيل والمؤسِّس لهذه المنطقة، ولهم الحقّ بالعيش والبقاء فيها والمحافظة على وجودهم في أرضهم.
كما توقّف غبطته عند معاناة أبناء الكنيسة السريانية التي هي كنيسة رسولية تعود بجذورها إلى ألفي سنة، وهي تتكلّم اللغة السريانية، لغة الرب يسوع ووالدته مريم العذراء ورسله وتلاميذه، وهي كنيسة أنطاكية، إذ في أنطاكية دُعي تلاميذ يسوع مسيحيين لأوّل مرّة، حسبما يخبر سفر أعمال الرسل، منوّهاً إلى كلّ ما تبذله الكنيسة من جهود من أجل دعم الوجود المسيحي في الشرق وحمايته والمحافظة عليه.
واستذكر غبطته المذبحة المريعة التي وقعت في كاتدرائية سيّدة النجاة السريانية الكاثوليكية في بغداد خلال القداس الإلهي عشيّة عيد جميع القديسين في الحادي والثلاثين من شهر تشرين الأول عام 2010، والتي سنحيي بعد يومين ذكراها السنوية التاسعة، وقد أدّت إلى استشهاد كاهنين شابّين و46 شهيداً وعدد من الجرحى، فضلاً عن الكثير من أعمال الخطف والأخطار التي تعرّض لها المسيحيون في الشرق والتي دفعت بهم إلى الهجرة مقتلعةً إيّاهم من أرض الآباء والأجداد، فانتشروا في البلدان شرقاً وغرباً، وأضحى الوجود المسيحي في الشرق مهدَّداً في الصميم بالزوال.
وتوجّه غبطته بالشكر والتقدير إلى الحكومة الهنغارية، وعلى رأسها رئيس الحكومة السيّد فيكتور أوربان وجميع معاونيه الذين لا يألون جهداً في الدفاع عن حقوق المسيحيين في الشرق الأوسط، ونصرة قضاياهم العادلة، وتقديم كلّ مساعدة لمشاريع الكنائس في سبيل تثبيت الحضور المسيحي وفي الشرق وتعزيزه وترسيخه، معرباً عن امتنانه لهذا الدور الرائد الذي يشكّل مثالاً يُحتذى لمختلف الدول.
وألقى كلٌّ من الآباء البطاركة كلمة خلال المؤتمر عرض فيها الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وما يواجه الحضور المسيحي فيها من صعوبات وتحدّيات.
وألقى وزير الخارجية الهنغارية كلمة تحدّث فيها عن الدور الذي تقوم به الحكومة الهنغارية في تقديم مشاريع لدعم الحضور المسيحي في الشرق، مؤكّداً على ضرورة أن تتضافر جهود الدول والمجتمع الدولي لمحاربة التنظيمات الإرهابية التي تهدّد منطقة الشرق الأوسط برمّتها، والمكوِّن المسيحي بشكل خاص.
وكانت كلمة للسيد تريستان الذي قدّم عرضاً لأبرز المشاريع التي نفّذتها ولا تزال تقوم بها الحكومة الهنغارية في عدّة بلدان ومناطق في الشرق، مشيراً إلى أنّ هذه المشاريع تعبّر عن تضامن الحكومة والشعب في هنغاريا مع المسيحيين المضطهَدين، وتجسّد سياسة الحكومة الهنغارية في الوقوف إلى جانب المسيحيين للحفاظ على وجودهم وتأمين العيش الكريم واللائق لهم في أرضهم وضمن مجتمعهم.
رافق غبطةَ أبينا البطريرك خلال هذا المؤتمر الأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية.
|