في تمام الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم السبت ٢ تشرين الثاني ٢٠١٩، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة أحد تقديس البيعة وهو رأس السنة الكنسية، لإرسالية "يولداث ألوهو" السريانية الكاثوليكية في مدينة ميونيخ – ألمانيا.
عاون غبطتَه في القداس الأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب إياد ياكو كاهن الإرسالية. كما شارك في القداس المونسنيور توماس ممثّلاً رئيس أساقفة أبرشية ميونيخ اللاتينية الكردينال ماركس، والأب زيتون صومي كاهن رعية الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في ميونيخ، بحضور ومشاركة جمع من المؤمنين من أعضاء الإرسالية، وخدم القداس شمامسة الإرسالية وأعضاء الجوق.
في موعظته الروحية بعد الإنجيل المقدس، شكر غبطة أبينا البطريرك الأب إياد ياكو الذي يخدم هذه الرعية بأمانة، رغم التحدّيات والصعوبات، وموجّهاً الشكر للمؤمنين الذين يتعاونون معه بالمحبّة والدعم والتضامن.
وتحدّث غبطته عن أحد تقديس البيعة وهو رأس السنة الكنسية، متأمّلاً بقول الرب يسوع لبطرس وهو يهنّئه على إعلانه الإيمان به إلهاً ومخلّصاً: "أنتَ هو المسيح ابن الله الحيّ"، مؤكّداً للمؤمنين "أنّ وجودنا اليوم هنا هو لأنّنا تمسّكنا بالرب يسوع وأردنا أن نعيش إيماننا به، هو الربّ، هو المخلّص، وهو ابن الله وكلمته المتجّسد بالروح القدس من مريم العذراء. لذلك، بعد أن أُرغِمتم على الخروج من أرضكم الأمّ في الشرق، قرّرتم اللجوء إلى هذا البلد الذي استقبلكم ويسعى أن يعطيكم الحرّية الدينية، ويؤمّن لكم الكرامة الإنسانية".
وذكّر غبطته المؤمنين "أنّنا نحن ليس لدينا الكثير من المبدعين سواء بالعلم أو بالاجتماع أو باللغات أو بالسياسة، لكنّنا جميعاً، صغاراً وكباراً، نستطيع أن نبدع بالمحبّة التي إليها دعانا الرب يسوع، فالمسيحي يتميّز دائماً بالمحبّة. ومهما عملنا، فالمحبّة هي قبل كلّ شيء، والمحبّة هي التي سوف تبقى"، منوّهاً إلى أنه "ليس بالأمر السهل أن يعيش المؤمن هذه المحبّة مثلما يطلبها منّا الرب، بل إنّ ذلك يستوجب الصبر والتفهّم والوداعة والتواضع"، مشيراً إلى ضرورة "أن نسأل الرب كي يقوّي المحبّة فينا".
وتطرّق غبطته إلى أنّ "اليوم ٢ تشرين الثاني مخصّص لذكر الموتى المؤمنين والصلاة من أجل راحة نفوسهم، بحسب تقويم الكنيسة اللاتينية، وبعض الرعايا تزور المدافن وتصلّي أمام القبور في مثل هذا اليوم، لأنّ الذين سبقونا إلى الحياة الممجَّدة هم الكنيسة الممجَّدة، فيما نحن الذين على الأرض نمثّل الكنيسة التي تجاهد لكي تتقدّس لتصل إلى السماء، وما بين الكنيسة التي في السماء وتلك التي على الأرض هنالك شركة نسمّيها شركة قديسين وقديسات".
وفي نهاية موعظته، سأل غبطتُه الربَّ يسوع "كي يعطي الراحة الدائمة لجميع موتاكم، ويمنح بلادنا والعالم السلام والأمان"، ضارعاً إليه "أن يقوّي فينا الإيمان والرجاء مهما هبّت العواصف على بلادنا في الشرق، ومهما كانت ظروف الحياة صعبةً هنا في الغرب، لأننا سوف نستمرّ بعيش الرجاء كما علّمنا الرب يسوع، وكما تَعلَّمَه الرسل من يسوع، إذ تحمّلوا كلّ شيء من أجل يسوع المخلّص".
وقد ألقى الأب إياد ياكو كلمة بنوية لطيفة رحّب خلالها بغبطة أبينا البطريرك باسم الإرسالية، معرباً عن اعتزازه بغبطته وبرعايته الأبوية لأبناء الكنيسة في كلّ مكان، وبخاصّة القادمين الجدد إلى أوروبا، داعياً لغبطته بالصحّة والعافية، ومتعهّداً أمام غبطته باسم أعضاء الإرسالية بالمحافظة على إيمانهم بالرب يسوع والتزامهم بكنيستهم السريانية وتقاليدهم الأصيلة في بلادهم الأمّ في الشرق.
وبعد البركة الختامية، التقى غبطته بالمؤمنين في قاعة الكنيسة، وزوّدهم بتوجيهاته وإرشاداته، ومنحهم بركته الرسولية، وسط جوّ من الفرح الروحي بلقاء الأبناء والبنات مع أبيهم الروحي.
|