في تمام الساعة السابعة من مساء يوم السبت ٣٠ تشرين الثاني ٢٠١٩، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة ليلة أحد زيارة مريم العذراء لنسيبتها أليصابات، وذلك على مذبح كنيسة القديسة كاترينا في مصر الجديدة (هيليوبوليس) - القاهرة.
عاون غبطتَه في القداس الأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب شفيق شاميّة كاهن رعية القديسة كاترينا. وشارك في القداس صاحب السيادة مار اقليميس يوسف حنّوش مطران أبرشية القاهرة والنائب البطريركي على السودان، وخدمه شمامسة الرعية والجوق، بمشاركة جموع المؤمنين من أبناء الرعية.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "تعظّم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلّصي لأنّه نظر إلى تواضع أمته"، وجّه غبطة أبينا البطريرك تحيّة المحبّة والشكر لسيادة المطران يوسف حنّوش "على الكلمات النابعة من قلبك الأخوي، وبدورنا ندعو لك بتمام الصحّة والعافية كي تتابع خدمة أبرشيتك المباركة بما تتميّز به من محبّة ورعاية ووداعة".
وتطرّق غبطته إلى مشاركته في المؤتمر السابع والعشرين لمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك: "كان لنا فرصة جميلة جداً أن نشارك مع سائر إخوتنا البطاركة الكاثوليك في اجتماعهم السنوي الذي عُقِد في هذا الأسبوع في المعادي بالقاهرة بضيافة غبطة أخينا العزيز بطريرك الأقباط الكاثوليك ابراهيم اسحق سدراك، وكان موضوعه الأساسي: الإعلام في خدمة الإنجيل"، مشيراً إلى "أنّ وسائل التواصل الاجتماعي تنوّعت وتقدّمت، وفي نفس الوقت حملت معها تعقيدات كثيرة، من إيجابية تعرّفنا على العالم، وسلبية تتمثّل في تضييع الوقت والكلام على الآخرين وانتهاكات كراماتهم، وأصدرنا البيان الختامي البارحة خلال القداس الختامي في الكاتدرائية القبطية الكاثوليكية بالقاهرة".
وتناول غبطته "عيد القديس الرسول مار أندراوس أخي بطرس وأحد الإثني عشر رسولاً، وهو يُعتبر شفيع كرسي القسطنطينية، لذلك أرسل قداسة البابا فرنسيس تهنئةً اليوم إلى قداسة البطريرك برتلماوس بطريرك القسطنطينية بهذا العيد الذي هو عيد شفيع كرسيه البطريركي"، مذكّراً "أنّ هذه الكنيسة المكرَّسة على اسم القديسة كاترينا السينائية الشهيدة هي شهادة لإيمانكم أيّها الأحبّاء، لأنّكم تكرّمون هذه القديسة الشهيرة، وهي مصرية وكان لها دير في سيناء، وهذه القديسة تذكّرنا أنّنا نبقى جميعنا على مثال العذراء مريم منفتحين على نِعَم الله وكلامه، وعلى وصيته أن نعيش إيماننا بكلّ جدّية وفاعلية وليس فقط بالكلام".
واستذكر غبطته شخصيات من العهد القديم لعبت دوراً في التدبير الخلاصي منذ بداية الخليقة، وكانت شخصيات إيمانية بكلّ معنى الكلمة، تؤمن بأقوال الرب وحكمته، كابراهيم وزوجته سارة اللذين رزقهما الله باسحق بعد أن آمن ابراهم بما وعده به الله أن يكون له ولد"، متحدّثاً عن "زيارة العذراء مريم إلى نسيبتها أليصابات بعدما سمعت من الملاك جبرائيل أنّ أليصابات هي حبلى بالرغم من كبر سنّها"، متوقّفاً عن "تعجُّب أليصابات عندما ألقت مريم السلام عليها وارتكاض يوحنّا الجنين في بطنها، فجاهرت بهذه العبارات التي نردّدها في السلام الملائكي: مباركة أنتِ في النساء ومباركة ثمرة بطنك.
ونوّه غبطته إلى "أنّنا عندما نصلّي السلام الملائكي، نكرّر كلمات الملاك جبرائيل وكلمات أليصابات التي عبّرت عن إيمانها بإيحاءٍ من الروح القدس أنّ مريم التي جاءت إلى زيارتها تحمل هي أيضاً في أحشائها كلمة الله، إذ قالت: من أين لي أن تأتي أمّ ربي إليَّ".
وتوجّه غبطته إلى المؤمنين بالقول: "أيّها الأحبّاء، نحن في مسيرةٍ نحو كمال الملكوت في السماء، ونحن اليوم على الأرض، بالرغم من أتعابنا وهمومنا وأوقات فشلنا، نبقى شعبَ الله المتّجه نحو الهدف الذي هو السماء، لنلتقي مع يسوع ومريم والقديسين والقديسات. وهذا ما يدعونا إلى أن نعيش على الأرض بإيمان قويّ راسخ رغم التحدّيات والصعوبات".
وفي ختام موعظته، تمنّى غبطته للمؤمنين كلّ السعادة والنجاح ببركة الرب، راجياً منهم "أن ترافقوا أبناءكم وبناتكم بصلواتكم وأدعيتكم، فهم عطية من الله، وهكذا يكونون مثلكم أبناء الإيمان والرجاء"، طالباً شفاعة "أمّنا مريم العذراء وهي الشفيعة الأولى لدى ابنها الرب يسوع، كي يحمي مصر، رئيساً وحكومةً وشعباً، وينعم على منطقة الشرق الأوسط بالسلام والأمان، خاصّةً البلدان التي تعاني الفوضى والقلاقل في هذه الأيّام".
وكان سيادة المطران يوسف حنّوش قد ألقى كلمة رحّب فيها بغبطة أبينا البطريرك الذي يبارك أبرشية القاهرة بهذه الزيارة الأبوية علامةً على محبّته ورعايته، مثمّناً أعماله الجليلة وخدمته النصوح للكنيسة في كلّ مكان شرقاً وغرباً، ومقدّراً عالياً أتعابه الجمّة في الإعتناء بأبنائه، لا سيّما الذين يعانون في خضمّ الظروف الصعبة والعصيبة في العراق وسوريا ولبنان.
واستعرض سيادته بعض إنجازات غبطته، متمنّياً له المزيد من العطاء والتألّق، داعياً له بالصحّة والعافية والعمر المديد، ليتابع رعايته للكنيسة التي لطالما أحبّها وأخلص لها، فبادلته المحبّة والوفاء.
وبعدما منح غبطته البركة الختامية، انتقل إلى صالة الرعية على أنغام فرقة كشّافة الرعية التي أدّت المعزوفات الكنسية. ثمّ استقبل المؤمنين الذين تهافتوا بفرح إلى لقاء غبطته والاستماع إلى توجيهاته ونيل بركته الأبوية وأخذ الصور التذكارية معه تخليداً لهذه الزيارة المباركة.
وقدّمت لجنة الرعية إلى غبطته هدية تذكارية بهذه المناسبة، هي عبارة عن أيقونة للعذراء مريم دُوِّن عليها اسم غبطته.
|