في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد ١٤ حزيران ٢٠٢٠، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي ورتبة جنّاز الأحبار الراقدين راحةً لنفس المثلّث الرحمات مار ثيوفيلوس فيليب بركات رئيس أساقفة حمص وحماة والنبك، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.
شارك في القداس وصلاة الجنّاز الأب حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب روني موميكا والأب كريم كلش أمينا السرّ المساعدان في البطريركية، والشمامسة، والراهبات الأفراميات، وعدد من المؤمنين.
في موعظته بعد الإنجيل المقدس، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن عميق الأسف وشدّة الحزن بالنبأ المفاجئ والمفجع برقاد المثلّث الرحمات المطران مار ثيوفيلوس فيليب بركات "الذي توفّي فجأةً بعد ظهر البارحة، هذا الخبر مؤلم ومحزن جداً بأن يرقد المطران وهو ينبض بالحياة وفي عزّ العطاء للأبرشية التي أحبّها فبادلته الحبّ والوفاء".
ولفت غبطته إلى أنّ "الرب سمح أن يدعوه إليه، ونحن نقبل مشيئة الله، ونصلّي قائلين: لتكن مشيئتك"، متناولاً المزايا التي كان المثلّث الرحمات يتحلّى بها، وتفانيه في خدمة الأبرشية والكنيسة السريانية.
وتحدّث غبطته عن إنجيل هذا الأحد، وهو الأحد الثاني بعد عيد العنصرة، حيث "تذكّرنا الكنيسة بمحتوى بشارة الرب يسوع الذي جاء يبشّر بملكوت السماوات، داعياً جميع الناس ليلتقوا بأبيهم السماوي، لأنّ الهدف ليس هذه الحياة الدنيا، بل إنّنا نصبو إلى الحياة الأبدية في الملكوت السماوي"، مشيراً إلى أنّ "الكنيسة هي بنيان للرب يسوع، وجميعنا أعضاء الكنيسة ونشكّل بنيان الرب يسوع السرّي والروحي الذي يعني أيضاً ملكوت الله على هذه الأرض".
وتطرّق غبطته إلى مثل وليمة العشاء الذي يعطيه الرب يسوع في إنجيل هذا الأحد، حيث يخبرنا "عن الوليمة التي أعدّها ملك ودعا إليها أصدقاءه، فإذا بهم يعتذرون واحداً واحداً، مبرّرين اعتذارهم بأسباب غير هامّة بل ثانوية، مستنكفين بالنتيجة عن تلبية هذه الدعوة".
وخلُص غبطته إلى "أنّنا اليوم مدعوون أن نعيش الملكوت السماوي مع الله بالفرح، ابتداءً من حياتنا على الأرض، متجاوبين مع هذه الدعوة، فنقبل مشيئته ونطلب منه أن يغفر لنا ويساعدنا كي نكون المبشّرين بالملكوت، ملكوت المحبّة والسلام حولنا، سائلين الله أن يؤهّلنا للاشتراك في وليمته الأبدية، وليمة السماء".
ونوّه غبطته إلى "الظروف الكثيرة والخطيرة التي تمرّ بها بلداننا في الشرق، في لبنان وسوريا والعراق، والتحدّيات التي تجابهنا مع باقي المواطنين، ولكن بالنسبة لنا ككنيسة صغيرة، تصعب التحدّيات وتشكّل خطراً على المستقبل. ففي لبنان، هناك ظروف أليمة من ضائقة اقتصادية مالية تتسبّب بالتظاهرات التي وصلت بعضها إلى العنف والتخريب. وفي العالم، هناك وباء كورونا العالمي، وما ينتج عنه من مخاطر تهدّد السلم العالمي وحياة جميع الناس".
وختم غبطته موعظته بدعوة المؤمنين إلى "تجديد الثقة بالرب يسوع رغم كلّ ما يحدث لنا، لأنّنا نبقى أبناءه وبناته، نحن لا ندرك عمق إرادته وحكمته كما يجب، لكنّنا بالإيمان والرجاء نجدّد الثقة بالله الآب السماوي الذي لا يتركنا ولا يترك كنيسته، بل يدعونا على الدوام كي نعيش ملكوته على الأرض، راجين نيل الملكوت الآتي في السماء"، طالباً شفاعة "أمّنا مريم العذراء، حاميتنا وحارستنا، كي نكون الأبناء والبنات الذين يرضى عليهم الآب السماوي، وإخوة وأخوات للرب يسوع".
وفي نهاية القداس، أقام غبطته رتبة جنّاز الأحبار الراقدين، رافعاً الصلاة والدعاء من أجل راحة نفس المثلّث الرحمات المطران مار ثيوفيلوس فيليب بركات.
|