في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد ٣١ كانون الثاني ٢٠٢١، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة أحد الأحبار والكهنة الراقدين، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، نوّه غبطة أبينا البطريرك إلى أنّنا "نقيم تذكار الذين سبقونا من أحبار وخوارنة وكهنة وشمامسة وانتقلوا إلى الملكوت السماوي لينالوا جزاء أعمالهم"، مستذكراً "أولئك الذين خدمونا وعلّمونا في رعايانا، أكانوا أساقفة أو كهنة أو شمامسة بذلوا كلّ ما في وسعهم كي يكونوا رعاةً صالحين، ونصلّي من أجلهم شاكرين الله على النعم التي منحنا إيّاها بواسطتهم".
وأشار غبطته إلى أنّه "ليس لدينا مسكن أبدي على هذه الأرض، مهما سعينا واعتقدنا أنّ هذه الأرض دائمة لنا وأنّنا دائمون فيها، لأنّ مسكننا هو أبدي في السماء، وسوف نلبس جميعاً جسداً ممجَّداً يمنحنا إيّاه الله، متّكلين على علاقتنا الروحية بالله ودعوتنا لديه".
وتناول غبطته "الصعوبات الكثيرة التي يعانيها العالم في هذه الأيّام العصيبة، من أمراض وأوبئة وكوارث طبيعية وصعوبات معيشية واقتصادية وأزمات سياسية، كما يحدث عندنا في وطننا لبنان، وكذلك في البلدان المجاورة، خاصّةً في سوريا والعراق"، سائلاً "الله أن ينهي هذه الأزمة الصعبة بتفشّي وباء كورونا، ويفرج عن البشرية، وأن يبيد هذا الوباء، ويمنح المصابين به الشفاء ويرحم المتوفّين من جرائه".
ورفع غبطته الصلاة "من أجل المتوفّين من الإكليروس والمكرَّسين، وكذلك من أجل الذين يخدموننا اليوم وهم أحياء، كي يستثمروا الوزنات التي وهبهم إيّاها الرب للخير بأكبر قوّة ممكنة، وإلا فهم معرَّضون للفتور في خدمتهم، ولربّما وللأسف لخيانة هذه الخدمة، ممّا قد لا يجعل منهم مثالاً صالحاً كما عليهم أن يكونوا"، مشدّداً على وجوب "أن يتشبّهوا على الدوام بالحبر الأعظم ورئيس رؤساء إيماننا، الرب يسوع، ليكونوا حقيقةً الرعاة الصالحين الذين يثمرون الثمار الصالحة، غير ناسين أنّ الرب يسوع هو الذي دعاهم كي يكونوا الخدّام الأمناء الذين يضحّون بكلّ شيء في سبيل خلاص النفوس".
وفي ختام موعظته، شكر غبطته الرب يسوع على نِعَمِهِ ومواهبه، متضرّعاً إليه، بشفاعة أمّنا مريم العذراء سيّدة النجاة، "كي يبقينا ثابتين في إيماننا وراسخين بالرجاء، فنكون حقّاً كنيسة الله التي تعيش بالمحبّة والسلام، رغم المِحَن الشديدة التي نمرّ فيها".
وقبل نهاية القداس، أقام غبطته صلاة خدمة الأحبار والكهنة الراقدين، سائلاً الله أن يرتضي بخدمتهم ويتقبّل أرواحهم في ملكوته السماوي.
|