يطيب لنا أن ننشر فيما يلي النصّ الكامل للترجمة العربية للكلمة التي ألقاها بالإيطالية، غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، ترحيباً بقداسة البابا فرنسيس، خلال زيارته إلى كاتدرائية سيّدة النجاة السريانية الكاثوليكية في بغداد، العراق، بعد ظهر يوم الجمعة 5 آذار 2021:
كلمة الترحيب بقداسة البابا فرنسيس
يلقيها مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك أنطاكية للسريان الكاثوليك
الجمعة 5 آذار 2021، كاتدرائية سيّدة النجاة، بغداد
أيّها الأب الأقدس،
«ܬܳܐ ܒܰܫܠܳܡ ܪܳܥܝܳܐ ܫܰܪܺܝܪܳܐ ܘܰܡܕܰܒܪܳܢܳܐ ܚܰܟܺܝܡܳܐ- هلمّ بسلامٍ أيّها الراعي الصالح والمدبّر الحكيم».
العراق، شعباً وحكومةً، يستقبل اليوم قداستكم رسول سلام وأخوّة.
إنّ أبناءكم وبناتكم بالرب، هم سعداء أن يستقبلوا بحبّ بنوي وشكر عميم، أسقف روما، الأبَ المحبوب، في هذا اليوم الأوّل للزيارة التي طالما انتظروها، في كاتدرائية "سيّدة النجاة" السريانية الغالية جداً على قلوبنا.
إنّ مار اغناطيوس الأنطاكي "حامل الإله"، شفيع كرسينا البطريركي السرياني الأنطاكي، يؤكّد أنّ روما "ترأس في المحبّة". وهذا ما تؤكّدونه اليومبمحبّتكم المعزّية. هذا القديس الشهيد، أوّل الآباء الرسوليين، يقول في رسالته إلى كنيسة روما: "أنا حنطة الله، تطحنها أنياب الوحوش، لأصبح خبزاً طاهراً للمسيح!" (4: 1).
في هذه الكاتدرائية بعينها، قبل عشر سنوات ونيّف، 48 مؤمناً مسيحياً،أطفالاً وبالغين، رجالاً ونساءً، بينهم كاهنان شابّان، قُـتِلوا بهمجيةٍ على يد الإرهابيين، خلال الذبيحة الإلهية، فضلاً عن أكثر من مئة جريح. لقد مزج هؤلاء الشهداء الأبرياء دماءهم بدم الحمَل الإلهي، كي يشهدوا مع إخوتهم المضطهَدين والمُقتلَعين والمقتولين، في العراق والشرق الأدنى، أنّ يسوع ذاتَه، الإله المخلّص، سيبقى حيّاً فيهم كما وَعدَ. ونحن أقوياء بإيمانهم هذا، ونريد أن نبقى شهوداً للمسيح القائم من بين الأموات.
لقد بدأنا دعوى تطويب هؤلاء الشهداء الأبطال، ونرجو من قداستكم أن تعلنوهم طوباويين، وتشجّعونا نحن الحاضرين هنا، كي نعيش دعوتَنا على مثالِهم.
شكراً يا صاحب القداسة، إنّنا نَعِدكم بالصلاة لتتابعوا خدمتكم الرسولية.
اغناطيوس يوسف الثالث يونان
بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي
|