ظهر يوم الجمعة 11 حزيران 2021، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بقداس عيد قلب يسوع الأقدس، وذلك في كنيسة مريم العذراء الطاهرة، حماة، سوريا.
عاون غبطتَه في القداس الخوراسقف جورج الخوري المدبّر البطريركي لأبرشية حمص وحماة والنبك، والمونسنيور اسكندر الترك كاهن الرعية. وحضر القداس صاحب السيادة نقولا البعلبكي مطران أبرشية حماة للروم الأرثوذكس، وشارك أيضاً عدد من الآباء الكهنة والشمامسة والراهبات، وجموع غفيرة من المؤمنين من أبناء الرعية غصّت بهم الكنيسة وساحاتها.
بدايةً، استُقبِل غبطتُه استقبالاً شعبياً حاشداً، وسار موكبه في الشوارع المحيطة وصولاً إلى الكنيسة على أنغام معزوفات الفرقة النحاسية. ودخل إلى الكنيسة شاقّاً صفوف المؤمنين، ثمّ احتفل غبطته بالقداس الإلهي.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس بعنوان "دعوا الأطفال يأتون إليّ لأنّ لمثلهم ملكوت السماء"، نوّه غبطة أبينا البطريرك إلى "أنّنا أتينا كي نشارككم نِعَم الفرح والرجاء والمحبّة، هذه النِّعَم التي تعيشونها وتعلّمون أولادكم وأحفادكم أن يكونوا أصدقاء ومحبّين للرب يسوع، ويذكرونه دائماً لأنّه مخلّصنا وفادينا".
ولفت غبطته إلى أنّ "الرب يسوع طلب منّا أن نتشبّه بالأطفال لأنّ لهم ملكوت السماء، ونحن الكبار يجب أن نتذكّر دائماً أنّ الرب يسوع حمل الأطفال للتلاميذ الذين كانوا يتأفّفون قليلاً من حضور الأطفال، إذ كان يسوع يقول: دعوهم يأتون إليّ".
وأشار غبطته إلى أنّ "اليوم هو عيد قلب يسوع الأقدس، وهذا العيد يجسّد المحبّة الإلهية التي علّمنا إيّاها يسوع. القلب هو رمز الحبّ، لذلك نكرّم هذا القلب الإلهي لأنّه يعلّمنا المحبّة. إنّ الرب يسوع يحبّ جميع الناس، ويودّ أن يحبّ الناس بعضهم البعض، رغم الاختلافات والقوميات والأديان، فيجب أن يدرك الجميع أنّهم أولاد الله، ويعيشوا المحبّة الحقيقية".
وتطرّق غبطته إلى أنّنا "اليوم سنفتتح مركز المحبّة الصحّي الذي أسّسته هذه الرعية، متذكّرين كثيرين من إخوتنا وأخواتنا الذين يحتاجون الرعاية الصحّية، وبشكل خاص في هذا وقت أزمة كورونا، فيجب أن يكون لدينا دائماً هذا التفكير بالآخرين، ولا نستغلّ إمكانياتنا فقط لمصلحتنا، بل يجب علينا، وكما ضحّى يسوع بنفسه من أجلنا، أن نعيش نحن أيضاً محبّةً حقيقيةً تجاه الآخرين، خاصّةً اليوم في ظلّ هذه الأزمة الاقتصادية المخيفة التي تعيشها سوريا مثل لبنان وبعض بلدان الشرق الأوسط. لذا دعونا نتحدّى هذه الأوقات الصعبة، ونعرف أن نكتشف مع الرب يسوع كيف نحبّ وتخدم ونرافق نحو يسوع الذي هو ينبوع المحبّة".
وأردف غبطته قائلاً: "تعلّموا منّي، إنّي وديعٌ ومتواضع القلب، هذا ما سمعناه من الإنجيل المقدس بحسب القديس متّى. مهما كانت الظروف صعبة علينا وعليكم، ومهما كانت الضيقات، من معيشية وسواها، ومهما كانت سُبُل العمل والنجاح مغلقةً أمام شبابنا، سنظلّ واضعين رجاءنا وأملنا بالرب يسوع. ونحن في سوريا، نسعى مع جميع ذوي الإرادة الصالحة أن نعمل لخير هذا البلد، ونقلب صفحة الماضي، ونتطلّع نحو المستقبل".
وختم غبطته موعظته سائلاً "الرب يسوع، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، أن يبارككم ويجعلكم هذه الخليّة العامرة بالمحبّة والعمل والبناء، كي تكونوا شهادةً للآخرين الذين يشكّلون الأغلبية التي تحيط بنا، حتّى نُظهِر للجميع أنّنا تلاميذ الرب يسوع ونعيش تعاليمه بالمحبّة والرجاء رغم كلّ الصعوبات".
وقبل نهاية القداس، رحّب المونسنيور اسكندر الترك بغبطته في بيته، شاكراً غبطته على زيارته الراعوية التفقّدية، وطالباً بركته الأبوية للرعية وأبنائها وبناتها.
ثمّ ترأّس غبطته زيّاح قلب يسوع الأقدس، ومنح المؤمنين البركة الختامية. بعدئذٍ انتقل الجميع إلى صالون الرعية حيث التقى المؤمنون بغبطته لقاءَ الأب بأبنائه وبناته.
|