في تمام الساعة التاسعة من صباح يوم الأحد 13 حزيران 2021، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة الأحد الثالث بعد العنصرة، وذلك على مذبح كنيسة قلب يسوع الأقدس، في بلدة فيروزة – حمص، سوريا.
عاون غبطتَه في القداس الخوراسقف جورج الخوري المدبّر البطريركي لأبرشية حمص وحماة والنبك، والأب جورج مسّوح كاهن الرعية، بحضور ومشاركة الوفد المرافق لغبطته: المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب سعيد مسّوح نائب مدير إكليريكية سيّدة النجاة وقيّم دير الشرفة، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية. وخدم القداس شمامسة الرعية وجوقتها، بحضور ومشاركة جموع غفيرة من المؤمنين من أبناء الرعية وبناتها الذين تقاطروا لنيل بركة غبطته والمشاركة في هذه المناسبة المباركة.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "أمَا تعلمون أنّكم هيكل الله"، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن "الحزن والأسى لغياب أخينا مار ثيوفيلوس فيليب بركات الذي يصادف اليوم الذكرى السنوية الأولى لرحيله عن عالمنا الفاني، وقد خدم هذه الرعية المباركة، رعية فيروزة، لسنوات طويلة، وخدم هذه الأبرشية، وللأسف لسنوات قليلة، حتّى دعاه الرب إلى ملكوته حيث يكافئه على حياته التي بذلها من أجل الكنيسة".
وتأمّل غبطته بالآية من الإنجيل المقدس "أمَا تعلمون أنّكم هيكل الله"، مؤكّداً على أنّنا "نحن هيكل الله، هيكل ملؤه الروح الإلهي، الروح القدس، هذا ما يذكّرنا به مار بولس، فنحن ولو أنّنا بشر، ولو أنّنا ضعفاء، ولو أنّ لدينا نقائص وأخطاء وخطايا، فإذا كنّا نريد فعلاً أن نعود إلى الرب، يسامحنا ويقبلنا ويجعلنا هياكل له. الهيكل هو الذي يحمل الإله، لذلك نحن نحمل في قلوبنا الربَّ يسوعَ الذي نكرّمه في هذه الأيّام من شهر حزيران بعبادة قلبه الأقدس"، مشيراً إلى أنّ غبطته قد قام سنة 1993 بتأسيس كنيسة قلب يسوع الأقدس في لوس أنجلوس – كاليفورنيا، الولايات المتّحدة الأميركية، وهي الكنيسة الأولى لنا في تلك الولاية، مطلقاً عليها هذا الاسم تيمّناً بالكنيسة الأمّ في فيروزة".
ولفت غبطته إلى أنّ "قلب يسوع الأقدس هو المحبّة، لأنّنا نعرف كلّنا وننشد دائماً عن القلب، والقلب يعني الحبّ الحقيقي. لذلك أنا مسرور جداً أن أكون بينكم في كنيسة قلب يسوع الأقدس في فيروزة، وأذكّركم أنّنا لن نكون جميعنا مبدعين في علوم الأرض، وأنّنا لن نتوصّل جميعاً إلى ما نريده ونصبو إليه من خدمة ومسؤولية في المجتمع، أكان سياسياً أو اقتصادياً أو عسكرياً، لكنّنا كلّنا بإمكاننا أن نبدع بالمحبّة، المحبّة الوديعة والمتواضعة، كما سمعنا من الإنجيل المقدس، أنّ يسوع هو علامة الحبّ الحقيقي، وهو التجسيد للمحبّة الإلهية".
وتضرّع غبطته إلى الرب الإله "كي يبارككم دائماً ويبارك رعاتكم الروحيين الذين يسعون لخدمتكم بكلّ ما أوتوا من قوّة وعزم، بالرغم من شعور إنسانيتهم الضعيفة، لكن يجب عليهم أن يتقدّموا دائماً نحو الكمال، وأن تصلّوا من أجلهم وتدْعوا لهم كي يقوموا بخدمة كهنوتية صالحة، كذلك أن تصلّوا من أجل جميع أعضاء هذه الرعية".
وابتهل غبطته إلى الرب يسوع "كي يملأ قلوب شبابنا بهذا الاندفاع الرسولي، فيعرفوا أنّه علينا أن نتكرّس كلّنا، نعم بالمعمودية، ولكن أيضاً باتّباع الرب يسوع كما قال لنا في الإنجيل المقدس: من أراد أن يخلّص نفسه، عليه أن يبذلها من أجل الرب والآخرين".
وختم غبطته موعظته حاثّاً الجميع على أن "نبدأ معاً ورشة العمل المبنيّة على المحبّة والمشاركة الحقيقية، وعلى الرجاء أن تخرج سوريا الحبيبة من هذه الكبوة المخيفة التي حلّت فيها، لتعود وتشرق حضارةً ورقيّاً ومحبّةً وسلاماً في مشرقنا".
وكان الأب جورج مسّوح قد ألقى كلمة شكر فيها غبطته على ترؤّسه هذه المناسبة، مثمّناً كلّ ما يقوم به غبطته من أعمال جليلة في رعاية الكنيسة في هذه الظروف العصيبة، فضلاً عن مواقف غبطته الرائدة في الدفاع عن الحضور المسيحي في الشرق، داعياً لغبطته بالصحّة والعافية وطول العمر.
ثمّ ترأّس غبطته زيّاح قلب يسوع الأقدس، ومنح المؤمنين البركة الختامية.
|