في تمام الساعة التاسعة من صباح يوم الخميس 17 حزيران 2021، أقام غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، القداس الإلهي راحةً لنفس المثلّث الرحمات مار يعقوب بهنان هندو رئيس أساقفة الحسكة ونصيبين سابقاً، وذلك على مذبح كنيسة دير سيّدة النجاة – الشرفة البطريركي، درعون – حريصا، لبنان.
عاون غبطتَه صاحبا السيادة مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، ومار يوحنّا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وتوابعها، واللذان كان قد قَدِما خصّيصاً إلى لبنان للمشاركة في جنّاز ودفن المثلّث الرحمات.
كما شارك أيضاً صاحب السيادة مار ربولا أنطوان بيلوني، والخوراسقف جوزف شمعي المدبّر البطريركي لأبرشية الحسكة ونصيبين، والآباء الكهنة من الدائرة البطريركية، ومن دير الشرفة، والرهبان الأفراميون، والراهبات الأفراميات، وإخوة وأخوات المثلّث الرحمات وأفراد العائلة.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، نوّه غبطة أبينا البطريرك إلى أنّنا "في تقليدنا الكنسي، نصلّي من أجل أمواتنا الراقدين، أكان في ذكرى الثالث أو السابع أو الخامس عشر أو الأربعين يوماً أو السنة لانتقالهم. إنّه تقليد يحثّنا كي نجدّد إيماننا بأنّ المنتقلين من هذه الفانية هم لدى الرب، وهو الذي يكافئهم. لذلك هذا القداس هو قداس شكر، لأنّ الإفخارستيا شكر، وهو قداس رجاء، لأنّنا نحن دائماً شعب رجاء، وأيضاً قداس فرح، لأنّنا نحن دوماً متّحدون مع أعزّائنا الذين غابوا عنّا".
ولفت غبطته إلى أنّ "بولس الرسول، كما سمعنا، بعدما هداه الرب يسوع وظهر له على طريق دمشق، انطلق يبشّر، ولم يفكّر بأيّ شيء آخر"، مشيراً إلى أنّ "الإنجيل المقدس الذي سمعناه، إنجيل التطويبات، هو الدستور الجديد الذي أعطانا إيّاه الرب يسوع كي نسلك بموجبه، دستور حياتنا، حتّى ندرك كيف نعيش دائماً مع الله ونتبع وصاياه وتعاليمه، فننتبه ألا نخضع لروح العالم الذي يكرّس الغنى والسلطة والقوّة والكراهية، لأنّنا أبناء وبنات الله".
وأردف غبطته: "نتذكّر اليوم المثلّث الرحمات مار يعقوب بهنان هندو، لقد كان يلتقي مع الآخرين في هذه الكنيسة كإكليريكي، وفيها كان يصلّي خاصّةً صلاة الفرض، والأساقفة والكهنة الحاضرون معنا يعلمون ذلك. وكان هذا الدير عزيزاً جداً على قلبه، هذا الدير هو تراثنا السرياني، وهو منهلٌ لإكليروسنا السريان الذين يؤمّونه طلباً للعلم والغذاء الروحي، قادمين من كلّ بلدان الشرق الأوسط، أكان من لبنان أو سوريا أو العراق أو مصر، ومن تركيا، وهذا ما فعله المثلّث الرحمات".
وأشار غبطته إلى أنّ "لدينا الغيرة أن نحافظ على هذا الدير ونغنيه بما نستطيع أن نقدّم له، إن كان في المكتبة أو في المتحف أو في مركز المخطوطات الذي تأسّس قبل بضع سنوات كي نرمّم المخطوطات الشرقية، سيّما السريانية، ونحن نعلم أنّ المثلّث الرحمات كان غيوراً جداً على تراثنا السرياني".
وذكّر غبطته بأنّنا "شعب رجاء وشعب فرح، ونعرف كلّنا أنّ حياتنا ليست على هذه الأرض، فمهما طالت حياتنا أو قصرت، نحن مدعوون إلى المدينة الباقية لنا في السماء".
واستذكر غبطته "شقيقة المثلّث الرحمات، أليس، التي لم تستطع المجيء معكم بسبب مرضها، وهي كانت تهتمّ دائماً بالمثلّث الرحمات، وقد بذلت كلّ ما تستطيع كي تعتني به. إنّها معنا بالروح، ونصلّي من أجل شفائها".
وختم غبطته موعظته قائلاً: "نتابع هذا القداس دوماً بالفرح والرجاء، لأنّنا مدعوون لعيش التطويبات الإنجيلية، إذ نحن سكّان السماء، قبل أن نكون سكّان الأرض، لأنّنا نؤمن بالرب يسوع مخلّصنا".
وقبل نهاية القداس، أقام غبطة أبينا البطريرك تشمشت (خدمة) ورتبة جنّاز الأحبار الراقدين، راحةً لنفس المثلّث الرحمات مار يعقوب بهنان هندو، يعاونه أصحاب السيادة الأساقفة والآباء الكهنة.
ثمّ منح غبطته البركة الختامية، والتقى بعائلة المثلّث الرحمات بعد القداس.
|