ظهر يوم الأربعاء ٢٧ تشرين الأول ٢٠٢١، قام غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بزيارة إكليريكية مار بطرس الكبرى في مدينة ڤيكراتزباد Wigratzbad، ألمانيا.
فور وصول غبطته، كان في استقباله رئيس الإكليريكية الأب شتيفان دريهير، والكهنة المساعدون له والعاملون في إدارة الإكليريكية، والطلاب الإكليريكيون الذين يبلغ عددهم ٩٣ طالباً ينتمون إلى مختلف الأبرشيات الكاثوليكية في أوروبا.
وعقد غبطته لقاءً مع الآباء والطلاب، وجّه إليهم خلاله كلمة أبوية باللغتين الفرنسية والألمانية، عبّر في مستهلّها عن فرحه الكبير بزيارة الإكليريكية وتأثّره بالاستقبال البنوي الحارّ الذي أعدّوه له كبطريرك أنطاكية، وبذلك "تبرهنون أنّنا كنيسة كاثوليكية، أي واحدة جامعة، تتنفّس برئتين، الشرق والغرب، على ما كتب البابا القديس يوحنّا بولس الثاني"، لافتاً إلى أنّه "للأسف رئة الشرق تعاني الكثير من الصعوبات والأزمات، من نزاعات مسلَّحة وضغوطات واضطهادات، الأمر الذي لا يترك لمسيحيي الشرق سوى خيار الهجرة واللجوء إلى بلدان أخرى أكثر أماناً".
وأكّد غبطته للكهنة والإكليريكيين أنّهم "حاضر الكنيسة ومستقبلها الباهر، وقد لبّيتم دعوة الرب لاتّباعه حيث يدعوكم لذلك"، مشيراً إلى أنّكم "تجعلونني أستذكر أيّام شبابي حين كنتُ طالباً في كلّية البروباغندا الحبرية في روما خلال الأعوام من ١٩٦٣ حتّى ١٩٧١، وكانت فعلاً جامعة كاثوليكية دولية".
وشدّد غبطته على أنّ "الكنيسة حيّة وهي تبقى على الدوام أمينة للرب يسوع معلّمها، وهي ستظلّ تتبعه رغم كلّ الصعوبات والمعانيات، حاملةً الصليب، ونحن في زمن الصليب المقدس، واثقةً دائماً بنعمة الرب التي تعضد كلّ ضعف، وبقوّة الروح القدس الذين يعلّمها ويوجّهها ويرشدها".
وأعرب غبطته عن افتخاره بالمؤمنين في الغرب الذين يعضدون إخوتهم في الشرق الذين يعانون الاقتلاع والتهجير والمآسي ويتخبّطون في أزمات مختلفة، سائلاً الله أن يحميهم جميعاً ويفيض عليهم بركاته وخيراته".
وختم غبطته كلمته الأبوية مجدِّداً الشكر لرئيس الإكليريكية والآباء الكهنة والطلاب الإكليريكيين، مؤكّداً لهم على صلاته من أجلهم ومن أجل أن يكمّل الرب معهم مقاصده ودعوته لهم إلى خدمة كنيسته بما يرضي مشيئته المقدسة.
وكان رئيس الإكليريكية قد ألقى كلمة رحّب فيها بغبطته باسم الكهنة والإكليريكيين، معرباً عن سرورهم وافتخارهم استقبال غبطته، وكذلك عن تضامنهم مع إخوتهم المسيحيين في الشرق وصلاتهم من أجلهم "لأنّهم يحملون صليبهم بشكل خاص، وهم الإخوة الكبار في الإيمان، لأنّ الكنيسة في الشرق تأسّست على يد مار بطرس ومار بولس".
وتوجّه رئيس الإكليريكية إلى غبطته بالقول: "نفتخر باستقبالكم كبطريرك وكخليفة لمار بطرس في أنطاكية، وهذا يثبّتنا بالإيمان بالرب الذي باسمه بشّر الرسلُ منطلقين من الشرق أولاً وحتّى أقاصي الأرض".
ثمّ منح غبطته البركة الرسولية إلى رئيس الإكليريكية والآباء والإكليريكيين باللغة السريانية.
بعدئذٍ تبادل غبطته معهم الأحاديث عن تاريخ الكنيسة السريانية الكاثوليكية والأوضاع الراهنة في الشرق.
رافق غبطتَه في هذه الزيارة المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والشمّاس جبرائيل عطالله.
|