في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد ٧ تشرين الثاني ٢٠٢١، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة أحد تجديد البيعة، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف، بيروت. وخلاله استنكر غبطته مُديناً محاولة اغتيال رئيس الحكومة العراقية الأستاذ مصطفى الكاظمي، شاكراً الله على سلامته.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، شجب غبطة أبينا البطريرك مستنكراً "محاولة الاغتيال التي تعرّض لها دولة رئيس الحكومة العراقي الأستاذ مصطفى الكاظمي بطائرات مسيَّرة، وقد وجّهنا إلى دولته رسالة استنكار وإدانة لهذا العمل الإجرامي الإرهابي، وكلّفنا سيادة أخينا مار أفرام يوسف عبّا، رئيس أساقفة بغداد والمدبّر البطريركي لأبرشية الموصل وتوابعها وأمين سرّ السينودس المقدس، بإيصالها إلى دولته، داعين إليه تعالى كي يحفظ العراق، حكومةً وشعباً، بالألفة والمحبّة وقبول الآخر، لما فيه خير هذا الوطن الحبيب".
ونوّه غبطته إلى أنّ "اليوم هو أحد تجديد البيعة، وقد سمعنا من الرسالة إلى العبرانيين عن وصف هيكل أورشليم، هذا الهيكل الذي كان قد بناه سليمان بن داود، ولكنّه تهدّم مع التهجير والغزو والسبي البابلي. ولمّا عاد اليهود إلى أرضهم حاولوا مرّاتٍ عديدةً أن يبنوا الهيكل، وحين بنوه سُمِّي هذا الحدث تجديد الهيكل"، لافتاً إلى أنّ "الكنيسة - كما نعرف - تمتدّ جذورها إلى الشعب الذي وُلد بينه يسوع وخدمه، وقد حافظت الكنيسة على هذا الحدث التاريخي تتمّةً لتقديس البيعة الذي احتفلنا به في الأحد الماضي".
وأشار غبطته إلى أنّ "الكنيسة هي مقدَّسة وواحدة وتجمع جميع الشعوب، ولكنّها تحتاج في الوقت عينه إلى تجديد روحي، بمعنى أنّنا نحن الذين آمنّا بالرب يسوع مخلّصاً وابناً للآب السماوي، نمرّ في هذا الزمن بمراحل تاريخية معروفة، ونحتاج أيضاً أن نكتشف إرادة الرب يسوع في حياتنا، فنستطيع أن نبشّر ونكرز في هذا العالم الذي نرى جميعاً أنّه يتّجه نحو ما يُسمَّى المادّية والعلمنة، حيث يفكّر البعض أنّه إذا كان الإنسان قد توصّل إلى تحقيق إنجازاتٍ علميةٍ واقتصاديةٍ وطبّيةٍ وسواها، فهذا يعني أنّه مستغنٍ عن الله"، مؤكّداً "أنّنا والحال هذه مدعوون كي نجدّد نفوسنا، فنرجع إلى الله بكلّ قوانا، بكلّ شفافية وصدق، وفي الوقت عينه نعرف أن ننشر كلام الله حولنا".
ولفت غبطته إلى أنّ "يسوع لم ينكر أنّه ابن الله تعالى، أرسله الآب كي يخلّص، مع أنّ الذين سمعوه كانت لديهم مشكلة كبيرة أن يَقبَلوا شخصاً، إنساناً يدّعي أنّه آتٍ من الله، وهذا هو السرّ الذي نسمّيه سرّ التجسّد. ولا نستطيع أن نتنكّر له، فالإنجيل المقدس يعلّمنا إيّاه حتّى ولو كان من الصعب أن نفهمه، وهذا السرّ يذكّرنا أنّ الله لم يتنازل عن محبّته لنا نحن البشر، حتّى أنّه أرسل كلمته الأزلي، الذي هو في حضن الآب ليتأنّس، فيتجسّد في حضن مريم العذراء بالروح القدس كي يخلّصنا".
وختم غبطته موعظته رافعاً "التضرّع إلى الرب كي يجعلنا دائماً، ليس فقط مؤمنين بسرّ التجسّد، لكن أيضاً رسلاً له، فنبشّر بهذا السرّ وبسرّ الفداء الذي انتهى بفداء الرب لنا على الصليب، لأنّ الرب يسوع هو كلمة الله، ابن الآب السماوي، وهو مخلّصنا ومصدر رجائنا في هذه الحياة، نحو الحياة الجديدة الأبدية".
|