يطيب لنا أن ننشر فيما يلي نص المعايدة (الرسالة المختصَرة) التي وجّهها غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بمناسبة عيد الميلاد المجيد لعام 2021، باللغة العربية، بعنوان: "يسوع مخلّصنا".
الرقم: 183/2021
التاريخ: 23/12/2021
معايدة عيد الميلاد المجيد 2021
إلى إخوتنا الأجلاء رؤساء الأساقفة والأساقفة الجزيلي الإحترام
وأولادنا الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات الأفاضل
وجميع أبنائنا وبناتنا المؤمنين المبارَكين بالرب
اللائذين بالكرسي البطريركي الأنطاكي في لبنان وبلاد الشرق وعالم الإنتشار
نهديكم البركة الرسولية والمحبّة والدعاء والسلام بالرب يسوع، ملتمسين لكم فيض النِّعَم والبركات:
« ܝܶܫܽܘܥ ܦܳܪܽܘܩܰܢ »
"يسوع مخلّصنا"
"لأنّه هو الذي يخلّص شعبه من خطاياهم" (متّى 1: 21)
يسرّنا أن نتقدّم بأحرّ التهاني القلبية مع الأدعية الأبوية، بمناسبة عيد ميلاد ربّنا يسوع المسيح بالجسد وحلول العام الجديد 2022، إلى جميع إخوتنا رؤساء الأساقفة والأساقفة الأجلاء آباء السينودس المقدس لكنيستنا السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، وأولادنا الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات، وأبنائنا وبناتنا المؤمنين، في لبنان وسوريا والعراق والخليج العربي والأراضي المقدّسة والأردن ومصر وتركيا وأوروبا والأميركتين وأستراليا.
وإلى يسوع مخلّصنا المولود طفلاً في مذود بيت لحم، نضرع كي يمنحنا والعالم بأسره فيض مواهبه وعطاياه وبركاته، وينجّينا من كلّ الأمراض والأوبئة والأخطار، ويسكب في قلوبنا الرجاء المنبعث من ميلاده العجيب، لتنعم المسكونة كلّها بعامٍ جديدٍ مكلَّلٍ بالسلام والأمان والطمأنينة والاستقرار، ويتمتّع الجميع بالصحّة والعافية نفساً وجسداً، فيعمّ الفرح الروحي والوحدة والمحبّة والألفة في العائلات والمجتمعات والأوطان.
إنّه ميلاد يسوع المسيح، الإله المتجسّد، ابن الله الوحيد، الذي تجسّد من الروح القدس ومن مريم العذراء، والذي في ليلة ميلاده، زارت السماءُ أهلَ الأرض لتخبرهم عن عطيّة الله العظمى التي أغدقها على البشرية المعذَّبة.
ننشد في صلواتنا صباح يوم الأربعاء بالسريانية:
«ܫܽܘܒܚܳܐ ܠܶܗ ܠܰܐܒܳܐ ܩܰܕܺܝܫܳܐ ܕܫܰܕܰܪ ܠܰܒܪܶܗ ܩܰܕܺܝܫܳܐ܆ ܘܰܒܥܽܘܒܳܐ ܕܰܟܝܳܐ ܘܩܰܕܺܝܫܳܐ ܢܚܶܬ ܘܰܫܪܳܐ ܩܰܕܺܝܫܳܐܺܝܬ܆ ܗܘܳܐ ܓܶܝܪ ܡܶܢܰܢ ܘܰܐܟܘܳܬܰܢ ܕܰܚܢܰܢ ܢܶܗܘܶܐ ܐܰܟܘܳܬܶܗ܆ ܗܘܳܐ ܒܨܶܒܝܳܢܶܗ ܒܰܪܢܳܫܳܐ ܕܢܶܥܒܶܕ ܠܰܢ ܒܢܰܝ̈ܳܐ ܠܰܐܒܽܘܗ̱ܝ܆ ܘܫܰܘܬܳܦ̈ܶܐ ܠܪܽܘܚܳܐ ܕܩܽܘܕܫܳܐ».
وترجمته: "المجد للآب القدوس، الذي أرسل ابنه القدوس، فنزل وحلّ بالقداسة في الحضن الطاهر القدوس، وقد أضحى مِنّا ومثلنا، كي نصبح نحن مثله، أضحى بشراً بإرادته، كي يجعلنا أبناءً لأبيه، وشركاءَ الروح القدس".
أجل، بدّل ميلاد يسوع مخلّصنا مسارَ التاريخ البشري بأسره، وأعطى الإنسانَ هدفاً يسمو إليه، وهو الاتّحاد بالله الخالق والمدبّر.
في تلك الليلة المقدّسة، ظهر نورٌ من السماء ليمحو عتمة الأرض. "أشرق مجد الربّ حولهم" (لوقا 2: 9)، وما هذا النور إلا "نعمة الله" التي هي "ينبوع الخلاص لجميع الناس" (تيطس 2: 11). وُلِدَ يسوع في بيت لحم، وبميلاده تجلّى حبّ الله لنا: الحبّ الإلهي الذي يحرّر من الشرّ، ويغيّر الحياة، ويجدّد التاريخ، وينشر السلام والفرح. إنّه يسوع، الإله المتجسّد الذي صار بشراً وحلَّ فينا.
نحن مدعوون أن نؤمن بأعجوبة الحبّ الإلهي، ونعيش هذا الحبّ بالصدق الذي يحرّرنا من المراءاة التي نلجأ إليها كي نبرّر نقائصنا، ومن الإعتداد بالنفس الذي يبني حاجزاً بيننا وبين الآخرين، ومن التباهي بذواتنا لدى إحرازنا نجاحاً. حرّيتنا كمؤمنين بسرّ التجسّد هي أن نسمح للروح القدس أن يُتِمّ فينا نِعَمَه، فننشر اسمَ يسوع وخلاصه أينما حَلَلْنا.
يا يسوع إلهنا ومخلّصنا، إليك نأتي خاشعين في عيد ميلادك طفلاً صغيراً في مذود بيتَ لحم، وفي قلوبنا ترنيمة رجاء وشكر وتسبيح، لأنّك وهبتَنا ذاتكَ عطيّة سامية. نشكرك على تجسّدك بيننا، ونصلّي إليكَ كي تملأ قلوبنا بالفرح والرجاء والحبّ. أمطِرْ سلامك على الأرض بأسرها، وبركاتك على البشرية برمّتها. إغفِر لنا خطايانا، وامنحنا وفرة الحياة بالاتّحاد بك، أنتَ المالك مع أبيك السماوي وروحك القدوس إلى الأبد.
وفي الختام، نمنحكم أيّها الإخوة والأبناء والبنات الروحيون الأعزّاء، بركتنا الرسولية عربون محبّتنا الأبوية. ولتشملكم جميعاً نعمة الثالوث الأقدس وبركته: الآب والإبن والروح القدس، الإله الواحد، آمين.
كلّ عام وأنتم بألف خير.
ܡܫܺܝܚܳܐ ܐܶܬܺܝܠܶܕ... ܗܰܠܶܠܽܘܝܰܗ
وُلِدَ المسيح! هللويا!
اغناطيوس يوسف الثالث يونان
بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي
|