في تمام الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم السبت ٩ نيسان ٢٠٢٢، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة سبت إقامة لعازر، وذلك على مذبح كنيسة البشارة في الموصل، العراق.
شارك في القداس صاحبا السيادة مار أفرام يوسف عبّا المدبّر البطريركي لأبرشية الموصل وتوابعها ورئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس، ومار أثناسيوس فراس دردر النائب البطريركي في البصرة والخليج العربي، والخوراسقف نوئيل القس توما كاهن رعية مار يوحنّا المعمدان في قره قوش، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والمونسنيور عمانوئيل كلّو كاهن الرعية، والأب روني موميكا أمين سرّ مطرانية الموصل، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، والشمامسة، والراهبات، وجمع من المؤمنين من أبناء رعية الموصل.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "إن كنتَ ههنا لَما مات أخي"، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن معجزة "إحياء لعازر صديق يسوع وشقيق مريم ومرتا، واللتين كلّمتا يسوع بأمر وفاته، لأنّ يسوع كان صديق العائلة، ووفاة لعازر، بما أنّه كان بعمر الشباب، كانت مؤثّرة جداً، إذ أنّه كان شخصاً معروفاً وصديقاً ليسوع، حتّى أنّ يسوع ارتعش قلبه ونفسه ودمع حين سمع مريم تبكي وتنوح على أخيها المتوفّي".
ونوّه غبطته إلى أنّنا "نحن، أيّها الأحبّاء، لدينا هذا الموقف أمام سرّ الألم، لا سيّما المرض والموت، ونتساءل أين هو الله بشكل خاص عندما نفقد أشخاصاً غالين علينا، وربّما لا يكون قد حان وقتهم للإنتقال من هذه الحياة".
ولفت غبطته إلى أنّ "يسوع يجيب مريم ومرتا بقوله: أنا القيامة والحياة. نعم، نحتاج دائماً أن نجدّد إيماننا وثقتنا بالرب يسوع الذي هو حقيقةً القيامة والحياة، خاصّةً ونحن نستعدّ في هذه الأيّام المباركة كي نحيي أسبوع الآلام، متذكّرين الآلام التي احتملها يسوع، وموته على الصليب، ومتطلّعين صوب القيامة المجيدة".
وأشار غبطته إلى أنّ "كنيسة الموصل مرّت بدرب صليب مخيف جداً، نعم، ما حصل هو بسماح من الله، ونحن لا ندرك حكمته الإلهية، لكنّه يدعونا دائماً كي نجدّد ثقتنا به. لقد بقيت هذه الكنيسة في هذه المدينة العريقة قليلة العدد، وقد تعذّبت وشاركت يسوع في آلامه، لكنّها بالتأكيد ستقوم معه لأنّ هو ربّ الحياة، كما أقام وأحيا لعازر من القبر بعد أربعة أيّام من وفاته".
وختم غبطته موعظته ضارعاً "إلى الرب يسوع كي يقوّينا في أيّام المحنة هذه، ويجدّد في قلوبنا الرجاء به، فنكون دائماً شهود الإيمان والرجاء والمحبّة، بشفاعة أمّنا مريم العذراء سيّدة البشارة، وجميع القديسين والشهداء".
وكان المونسنيور عمانوئيل كلّو قد ألقى كلمة رحّب فيها بغبطته في هذه الزيارة الأبوية التفقّدية التي هي علامة على المحبّة الخاصّة التي يكنّها غبطته لهذه الرعية التي تألّمت كثيراً، ولكنّها بقيت وستظلّ شاهدةً للمحبّة والأخوّة التي تجمع بين أبناء هذه المدينة على اختلاف انتماءاتهم، داعياً لغبطته بالصحّة والعافية، وبزيارة ناجحة ومباركة إلى أبرشيتي الموصل وحدياب.
وفي ختام القداس، منح غبطته البركة لأبناء الرعية. ثمّ التقى بهم في صالون الرعية.
|