يطيب لنا أن ننشر فيما يلي نص الرسالة التي وجّهها اليوم غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، إلى أصحاب السيادة رؤساء الأساقفة والأساقفة والآباء الخوارنة والكهنة بمناسبة خميس الأسرار:
الرقم: 67/2022
التاريخ: 14/4/2022
إخوتي الأجلاء أصحاب السيادة رؤساء الأساقفة والأساقفة الجزيلي الإحترام
وأبنائي الأحبّاء الخوارنة والكهنة الأفاضل
بعد إهدائكم البركة الرسولية والمحبّة والسلام بالرب يسوع مخلّصنا ومثالنا في الخدمة الكهنوتية:
"قدِّسْهم في حقّك، كلامك هو حقّ" (يو 17: 17)
تحتفل الكنيسة المقدّسة في هذا اليوم بـ "خميس الأسرار"، وفيه عيد تأسيس سرَّي الكهنوت والإفخارستيا، منبع كلّ الأسرار، وقد أسّسهما يسوع بنفسه في عشائه الفصحي الأخير مع التلاميذ في العلّية.
صلّى يسوع إلى أبيه السماوي من أجل تلاميذه صلاته الكهنوتية في بستان الزيتون ليلة الآمه وموته، سائلاً الآب أن "قدِّسْهم في حقّك، كلامك هو حقّ" (يو 17: 17). وبهذا دعاهم كي يكونوا على مثاله مقدَّسين في الحقّ، أي سالكين بحسب مشيئته الإلهية، متّحدين به كما هو والآب واحد، يشتركون بقداسته، هو الذي يأخذ ما لنا ليهبنا ما لهُ.
في هذا اليوم المبارك، يسرّني أن أتوجّه إليكم، إخوتي رؤساء الأساقفة والأساقفة الأعزاء، وأبنائي الخوارنة والكهنة الأحبّاء، لأشارككم فرحة هذه المناسبة، متّحدين بالصلاة بروح الرب يسوع، الراعي الصالح، الذي بقوّة نعمته يعضدنا ويثبّتنا لنعيش الأمانة لِما تعهّدنا به تجاهه يوم رسامتنا الكهنوتية، ونحن واضعون يدنا على الصليب والإنجيل.
ولا بدّ لنا من أن نتأمّل دعوتنا الكهنوتية لاتّباع الرب يسوع وللخدمة، وهي ليست وظيفة، أو ابتغاءً لربح أو منصب أو ترقية، بل هي وصية من الرب. فقد دعانا إلى الخدمة بالتواضع والوداعة على مثاله، هو القائل عن ذاته: "تعلّموا منّي فإنّي وديعٌ ومتواضع القلب" (مت 11: 29)، و"ما جئتُ لأُخدَم بل لأَخدُم" (مت 20: 28). فالرب يسوع "هو الحبر وهو القربان المقرَّب، الكاهن الأعظم والذبيحة الخالية من العيب"، على حدّ تعبير القديس مار يعقوب السروجي: «ܗܽܘܝܽܘ ܟܽܘܡܪܳܐ ܘܗܽܘ ܩܽܘܪܒܳܢܳܐ ܕܡܶܬܩܰܪܰܒ ܗ̱ܘܳܐ܆ ܟܳܗܢܳܐ ܪܰܒܳܐ ܐܳܦ ܪܺܝܫܺܝܬܳܐ ܕܠܰܝܬ ܒܳܗ̇ ܡܽܘܡܳܐ».
أحبّائي، الكهنوت نعمةٌ عظيمةٌ وموهبةٌ ساميةٌ يمنحنا إيّاها الكاهن الأعظم والأوحد الرب يسوع الذي أحبّنا حتّى الموت، موت الصليب، وبذل نفسه من أجلنا ذبيحةً حيّة.
فلنسلك إذاً كما يليق بتلاميذ المسيح، متمسّكين بانتمائنا إلى كنيستنا السريانية الأمّ، بروح المحبّة المضحّية والطاعة غير المشروطة، فنحافظ على وديعة الكهنوت الثمينة.
أختم بمنحكم جميعاً البركة، داعياً لكم بأسبوع آلام خلاصي يقودنا جميعاً إلى فرح عيد قيامة الرب المجيدة من بين الأموات. المسيح قام، حقّاً قام. والنعمة معكم.
ودمتم للمحبّ.
اغناطيوس يوسف الثالث يونان
بطريرك السريان الأنطاكي
|